بعد التفجيرات الأخيرة التي هزت لبنان، واغتيل فيها وزير سابق مناهض ومعاد لحزب اللات الإيراني المنشأ والإرادة, ومحاولة حلفاء الأسد تصدير أزمتهم إلى جوارهم, وبالجغرافيا فإن أعينهم ستكون باتجاه الأردن ولبنان لأن تركيا خارج الإمكانات، والعراق حليف في الظل يوشك أن يخرج تحت الشمس, الأردن هي بوابة تصدير الأزمة على حدودنا الشمالية, ولبنان تصدير الأزمة سيؤدي إلى ولادة المستنقع الذي دفنته وأنهته الرياض في اتفاق الطائف, لسنا نعلن سرا ولا نهول أمرا إن قلنا إننا فعليا في المملكة في حالة حرب, مؤخرا أعلنها تلفزيون المنار الخاص بحزب اللات وتصريحات أعمدة النظام الأسدي, لكن الحرب هنا هي حرب الاستعداد واستشراف المستقبل.
منذ اغتيال الشهيد الحريري والمملكة تحاول ضبط النفس واضعة نصب عينيها مصلحة لبنان أولا, لكن تداعيات الوضع السوري والتفجيرات الأخيرة وسطوة حزب اللات على الداخل اللبناني، جعل الحرب معلنة بين الرياض وبين حلفاء الشيطان, لكن تبقى الرياض تتصرف بحكمة وتتطلع إلى المستقبل الذي يخلو منه هؤلاء الشراذم, ولأن مصلحة الوطن اللبناني على المحك، أتى الدعم السعودي بكل حكمة وقوة وبصاعقة, فحين أعلن سيدي خادم الحرمين الشريفين أن على لبنان أن يساعد نفسه بنفسه ويقود معركته برؤياه الخاصة، من هنا أتى الدعم المالي بقيمة 3 مليارات دولار لتقوية الجيش اللبناني وتسليحه.
استحضرت الأحداث التي ألمت بالخلافة العباسية إبان الغزو المغولي لها, فحين دخل هولاكو على قصر الخليفة ووجد لديه خزائن الذهب والمال، وقال لو استخدم ربع هذا ما خرجنا من أرضنا أبدا, حين تساقطت الولايات تلو الأخرى حتى وصل المغول إلى قصر الخليفة في بغداد, هنا وقع في نفسي تلك الأحداث وربطتها بتصرف وسياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين, في مصر وسوريا واليوم لبنان, المعركة مع الأعداء ليست سهلة ويخطئ من يظن أنها كذلك, نعم نحن أقوياء ومستعدون لها ومجهزون, لكننا أيضاً أذكياء وقياداتنا حكيمة, فالمعركة يجب أن يتحمل كل منها مسؤوليته بما يخصه.
في لبنان ضربت الرياض من جديد سطرا جديدا من الإبداع في الدفاع عن مصالح الوطن وحمايته, الإعلان أتى بحضور الرئيس الفرنسي بخطوة لا يمكن وصفها إلا بالعبقرية, على الأشقاء اللبنانين الأحرار وعلى رأسهم تيار المستقبل أن يستغل هذه البادرة السعودية الممتازة, الآن عليهم أن يمسكوا على وطنهم بحبهم وانتمائهم وبنفس الوقت بالقوة التي تلزم لتحقيق أحلامهم, لا مستقبل للبنان فيه أياد وأحلام إيرانية مجوسية, لا مستقبل للمنطقة أبدا بوجود حزب اللات وحسنه نصر اللات والأسد, ولتعرف إيران أن أيامها في غبائها أصبحت معدودة.