نعم عليك الرحمة والرضوان من الكريم المنان يا شيخ سعد بن رويشد، لقد غاب جسدك عن دنيانا وعن محبيك وما أكثرهم وليس من السهل الحصول على محبة الكثيرين، إلا بصفات تتجسد في مثل فقيدنا، فقد كانت محبته للجميع ظاهرة على محياه ثم حينما يتحدث يأسرك بحديثه، فهو متعدد الجوانب إن تحدث في التاريخ شد بحديثه وإن تحدث في الأدب بهرك باطلاعه، عاصر المؤسس، فعندما يحدثك عنه تحس برغبة قوية ألا يسكت، يتحدث حديث الخبير المعاصر ويتجلى ذلك في حديثه بمناسبة اليوم الوطني للمملكة وفي مجالسه الخاصة، وعندما يتحدث عن الأدب تصورت أنه أبرع من تحدث، كان معجبا بالشاعر الوطني البارع محمد بن عثيمين -رحمه الله- الذي جسد بطولات المؤسس -رحمه الله- في روائع مازالت تردد إلى اليوم، ابتدأت معرفتي بفقيدنا حينما كان يزور صديقاً له من أعيان المملكة وكرمائها هو الشيخ سليمان بالغنيم -رحمه الله- ويقضي معه أياماً نجتمع معه خلالها، وعندما انتهت فترة عملي بالأحساء وعدت إلى الرياض كنت أزوره وأسمع منه وكان له حكم يستدل به، فهو لا يضع التليفون قريباً منه، فسألته لماذا يا شيخ سعد، قال حتى أضطر للقيام إليه وأستفيد رياضياً، يشدك ببساطته وطيبة وعذوبة كلامه، رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته.