ذكرى صديق العمر إبراهيم عبد العزيز المصريعي (أبو عبد العزيز):
إلى أخويه وأخواته وأولاده وبناته وأم عبد العزيز وجميع أصدقائه ومحبيه.
أبا الوفاء صديقي من يعزيني؟
إني لفقدك في حزن يباريني
يا صاحب الوصل والإيثار شيمته
إنا لفقدك ما زلنا بتخمينِ!
ما كنت أعلم أن الفقد يربكني
يا راجح العقل والأخلاق والدين
لقد رحلتَ فهل أنبأت من أحدٍ؟
قبل الرحيل كما قد كنتَ تنبيني
هو القضاء إذا وافى لموعده
يسابق الضوءَ والأرماش في العين
يا صاحب الجد والإضحاك ديدنه
من لي بظرفك في حزني يواسيني
إحدى وستون إبراهيم شاهدة
أن الصداقة تجري في الشرايين
إحدى وستون إبراهيم شاهدة
أن الوشائج تربو في موازيني
كم قد درستَ من الكتاب تنصفهم؟
وتتبع البحث في نقدٍ وتدوينِ
وكم حوارٍ جرى عن ضعف أمتنا؟
فما تشافت وما ملّت من الهونِ!
وطول عمرك في جمعٍ لمكتبةٍ
من النفائس تزهو بالدواوينِ
لمن تركت صديقاً طال معشره؟
في رحلة العمر كنا كالجناحينِ
حيناً نحلق في آفاق عالمنا
وننثني تعباً بعض الأحايين
هي الحياة صراع لا حدود له
من المطامع والتزييف والمَيْنِ
هي السباق لآجال تطاردنا
وكان سبقك مسبوقاً بتقنين
قد كنتَ أوثر أنّي قد سبقتكُمُ
كي لا أقاسي في حزني وتأبيني
إني إليك إله العرش مبتهل
أن تجمع الشمل في عَدْنِ مع العينِ
مع الأحبة والأهلين في نعمٍ
بفضل ربٍ غفورٍ لا يجازيني