أعاد الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس انتخاب أحمد الجربا رئيساً له, وذلك خلال الاجتماع في إسطنبول. وأوضح بيان صادر عن الائتلاف السوري أن الجربا فاز بـ65 صوتاً من أصل 120، متقدماً بـ13 صوتاً على منافسه رئيس الحكومة السورية السابق رياض حجاب، الذي حاز 52 صوتاً. وأضاف البيان بأن الجربا سيتولى قيادة الائتلاف مجدداً لستة أشهر إضافية, مشيراً إلى أنه تم انتخاب ثلاثة من الأعضاء لمركز نائب الرئيس، هم: عبد الحكيم بشار وفاروق طيفور ونورا الأمير.
فيما يحاصر مقاتلو المعارضة المقر الرئيسي لـ»الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة في معقلها بمدينة الرقة شمال سوريا، وتمكنوا من تحرير 50 معتقلاً كانوا محتجزين في مقر ثانٍ، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد أمس الاثنين بأن «كتائب إسلامية وكتائب مقاتلة تحاصر منذ أمس الأول الأحد المقر الرئيسي للدولة الإسلامية في العراق والشام في مبنى المحافظة في مدينة الرقة». مشيراً إلى أن هذه الكتائب تمكنت من «تحرير 50 معتقلاً في سجن الدولة الإسلامية في (مبنى) إدارة المركبات في المدينة بعد السيطرة عليه». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن «السجناء هم مقاتلون معارضون وناشطون احتجزتهم الدولة الإسلامية»، مشيراً إلى أن المحررين لا يشملون الأب اليسوعي باولو دالوليو أو صحفيين أجانب يقول المرصد إنهم احتُجزوا على يد «الدولة الإسلامية».
وتدور منذ الجمعة اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وعناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، التي تتهمها المعارضة السورية بأنها على «علاقة عضوية» بنظام الرئيس بشار الأسد، ويتهمها الناشطون بتطبيق معايير متشددة في مناطق وجودها والقيام بأعمال خطف وإعدامات. وتخوض المواجهات ضد الدولة ثلاث تشكيلات كبيرة هي «الجبهة الإسلامية» التي تعد الأقوى في الميدان السوري، و»جيش المجاهدين» الذي تشكل حديثاً وأعلن الحرب على «الدولة الإسلامية»، و»جبهة ثوار سوريا» ذات التوجه غير الإسلامي. أما جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة، التي تعد بمنزلة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، فانضمت كذلك إلى المعركة ضد الدولة الإسلامية، ولاسيما في مدينة الرقة؛ إذ كان الطرفان على خصومة. وقال عبد الرحمن لفرانس برس أمس إن «جبهة النصرة هي المكون الأساسي الذي يحاصر مقر الدولة الإسلامية في الرقة». وتتألف هذه الجبهة بشكل أساسي من أفراد سوريين، في حين أن «الدولة الإسلامية» تضم العديد من المقاتلين الأجانب القادمين من خارج البلاد.
من جانبه أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أمس الاثنين من الجزائر أن مقعد سوريا في الجامعة العربية «سيبقى شاغراً»، في وقت طالب فيه الائتلاف السوري المعارض بشغل هذا المنصب. وقال نبيل فهمي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة «الأولوية حالياً بالنسبة للوضع في سوريا هو بدء مسار سياسي يجمع الأطراف السورية من أجل الوصول إلى خطة عمل محددة». وتابع «ليس مطروحاً حالياً عودة سوريا إلى الجامعة العربية؛ ومقعدها سيبقى شاغراً». وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا قد أعلن أن الائتلاف طالب الجامعة العربية بشغل مقعد سوريا بعد تشكيل الحكومة المؤقتة. وكانت الجامعة العربية التي تضم 22 عضواً قد علقت عضوية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد فيها في 2011 على ضوء الأزمة الدامية في البلاد. ومنحت الجامعة العربية المقعد بعد ذلك إلى الائتلاف المعارض الذي تسلمه في مراسم جرت في آذار/ مارس 2013، إلا أنها أجلت مشاركة الائتلاف الكاملة إلى حين تشكيل حكومة انتقالية. واعتبر نبيل فهمي أن «مصر متمسكة بالحفاظ على الدولة السورية، والطرف السوري وحده يحدد مستقبله دون تدخل».
ومن جانبه قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن «الجزائر متمسكة بالحل السلمي (في سوريا)، وتدعو الأطراف إلى الحل الذي ينادي إلى استمرارية سوريا كشعب وكوحدة ترابية». وسبق للجزائر أن أعلنت أنها ستشارك في مؤتمر «جنيف2» للسلام في سوريا، الذي سيعقد في سويسرا في 22 كانون الثاني.