بغداد - الأنبار - الفلوجة - نصير النقيب - الجزيرة:
وجَّه رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي أمس الاثنين نداءً لأهالي الفلوجة لطرد الإرهابيين، على حد قوله، لعدم تعرض الأحياء السكنية للمواجهات المباشرة من قِبل القوات الأمنية. وقال المالكي في بيان صدر عنه أمس الاثنين: «ندعو أهالي الفلوجة وعشائرها لطرد الإرهابيين من المدينة حتى لا تتعرض أحياؤهم لخطر المواجهات المسلحة». ودعا المالكي أيضاً القوات المسلحة إلى عدم قصف الأحياء السكنية في الفلوجة. يأتي ذلك في الوقت الذي تشن فيه قوات قتالية مدعومة بغطاء جوي منذ أيام عملية عسكرية واسعة في المناطق الصحراوية من الأنبار امتداداً للحدود السورية والأردنية، ضد ما تزعم الحكومة أنها معاقل تنظيم القاعدة، وذلك بعد مقتل عدد من القادة العسكريين، إلا أن مسلحي تلك التنظيمات انتقلوا إلى مدن المحافظة بعد تطوُّر الأحداث بسبب رفع خيام الاعتصام واعتقال النائب أحمد العلواني ومقتل شقيقه الذي أحدث فوضى أمنية وغضباً لبعض العشائر. وتشهد محافظة الأنبار أوضاعاً أمنية وسياسية متوترة، على خلفية قيام قوات عراقية بتنفيذ حملة عسكرية موسعة لملاحقة مقاتلي تنظيم القاعدة في صحاريها. أعقب ذلك اعتقال النائب عن الأنبار أحمد العلواني، تلاه رفع خيام المعتصمين منذ أكثر من سنة. من جهتهم استنكر علماء وشيوخ ووجهاء الفلوجة القصف المكثف على الأحياء السكنية وتصريحات محافظ الأنبار وأحمد أبو ريشة «التصعيدية» ضد الفلوجة، وأشاروا إلى ضرورة إيقاف الحكومة المركزية وقيادة العمليات وحكومة الأنبار القصف بشكل «عاجل وفوري»، كما حمّلوا المحافظ وأبو ريشة مسؤولية إراقة الدماء في المدينة، مؤكدين «عدم وجود عناصر مسلحة فيها». وقال علماء وشيوخ عشائر الفلوجة في بيان صدر عنهم أمس «يستنكر علماء الدين وشيوخ العشائر والمجاهدون من أبناء العشائر ومثقفو الفلوجة القصف الكثيف على الأحياء السكنية وسقوط عدد من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ بين قتيل وجريح»، مبينين أنه «كان من الأجدر بالحكومة المحلية في الأنبار وقيادة العمليات والحكومة المركزية وقف القصف بشكل عاجل وفوري. وأضاف علماء وشيوخ الفلوجة «ندين ونستنكر تصريحات السيد المحافظ وأبو ريشة ورئيس مجلس المحافظة وقائد الشرطة بخصوص تصعيد الخطاب الذي يفسَّر بأنه ضد أهالي الفلوجة». مبينين أن «في حالة الاعتداء على الفلوجة نحمّل أحمد الذيابي محافظ الأنبار وأحمد أبو ريشة وكل منشارك بذلك مسؤولية إراقة الدماء في الفلوجة، وأهالي المدينة قادرون على الدفاع عن مدينتهم، ولا يحتاجون لمن يعاونهم، ولا وجود لعناصر مسلحة في الفلوجة وفي الأحياء والأسواق، والوضع الأمني مستقر بشكل كبير، ومن يُرِد مصلحة أهل الأنبار فلا يكون له وجهان». وكان مجلس شيوخ عشائر الفلوجة قد أكد أن الوضع الأمني «بات مستقراً بنحو كبير» في القضاء، فيما أكد أن قوات الشرطة والدوائر الحكومية عادت للعمل منذ ثلاثة أيام، على الرغم من استمرار قوات الجيش «قصف منازل المدنيين، والتسبب في سقوط الضحايا في صفوفهم». ويأتي ذلك عقب تحذيرات وجهها مسؤولون محليون في محافظة الأنبار، حذروا فيها من إمكانية حدوث «كارثة» إنسانية في الفلوجة نتيجة نفاد الغذاء والدواء والوقود والخدمات واضطرار آلاف العوائل فيها للنزوح عنها، في حين بيّن مجلس المحافظة أنه «رفض» دخول الجيش إلى المدينة خشية حصول «كارثة إنسانية وتدمير بناها التحتية»، واتهم مواطنون فيها المسؤولين المحليين بـ»الفرار» إلى بغداد أو إقليم كردستان، وتركهم يواجهون «الحصار»، والقوات الأمنية بقطع منافذ الدخول إلى الأنبار كافة من جانب بغداد وسامراء وبيجي. يُذكر أن محافظة الأنبار ومركزها مدينة الرمادي (110 كم غرب العاصمة بغداد) تشهدان عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد التنظيمات المسلحة، وتوتراً شديداً على خلفية اعتقال القوات الأمنية النائب عن قائمة متحدون أحمد العلواني ومقتل شقيقه، فضلاً عن مقتل ابن شقيق رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس، ونجل محمد الهايس زعيم تنظيم أبناء العراق، في (الـ28 من كانون الأول 2013 المنصرم). وكان رئيس الحكومة نوري المالكي قد أعلن في (الـ23 من كانون الأول 2013 المنصرم) من كربلاء انطلاق عملية عسكرية في صحراء محافظة الأنبار باسم (ثأر القائد محمد)، على خلفية مقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش العميد الركن محمد الكروي ومجموعة من ضباطه ومرافقيه خلال اقتحام وكر لتنظيم القاعدة في منطقة وادي حوران.