شهدت مدن محافظة حضرموت الصحراوية بجنوب شرق اليمن أمس الاثنين شللاً واسع النطاق استجابة لدعوة «العصيان المدني» التي أطلقها حلف قبائل المحافظة بحسبما أفادت مصادر محلية وسياسية.
وذكرت مصادر قبلية لوكالة فرانس برس أن مدن حضرموت، ولا سيما عاصمتها المكلا وسيئون، تشهد شللاً كاملاً مع استمرار «العصيان المدني» الذي انطلق الأحد.. وأكد شهود عيان أن المحلات التجارية والمدارس مغلقة في المدينتين.
من جهته، أفاد مصدر محلي أن «شباباً يغلقون الطرقات بالحجارة والأخشاب» فيما «الشرطة غير موجودة ولا توجد مواجهات» على حد قوله. وتأتي هذه التحركات في إطار «الهبّة الشعبية» التي دعا إليها حلف قبائل حضرموت منذ نهاية العام الماضي احتجاجاً على مقتل شيخ قبلي ومرافقيه عند حاجز للجيش.
وكان مسلحون قبليون فجّروا ليل الأحد أنبوباً مهماً للنفط في حضرموت في إطار «الهبّة الشعبية»، واحتجاجاً على مقتل أحد أبناء القبائل في وقت سابق.
وتأتي هذه الهبّة أيضاً وسط تصاعد النزعة الاستقلالية في هذه المحافظة الشاسعة الغنية بالنفط والتي كانت جزءاً من دولة اليمن الجنوبي السابق.
إلى ذلك طالب سياسيون يمنيون وأعضاء في مؤتمر الحوار الوطني بإقليم لأبناء محافظة سقطرى وجزر أرخبيل سقطرى ضمن الدولة الاتحادية اليمنية القادمة.. وجدد أبناء تلك المناطق في بيان وزع خلال الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني أمس الاثنين تمسكهم بخيار إقامة إقليم المهرة وسقطرى على حدود العام 1967م.
واعتبر المجلس وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية بارقة أمل احتوت على جملة من الخطوات الإيجابية.. وأكدوا أن إقامة إقليم للمهرة وسقطرى ستُشكّل قوة اقتصادية لليمن بصورة عامة ولأبناء المنطقة بصورة خاصة.. وقد تضامن عددٌ من السياسيين من أعضاء مؤتمر الحوار وأعلنوا تأييدهم لمطالب أبناء تلك المناطق ونظموا وقفة تضامنية معهم داخل مقر انعقاد مؤتمر الحوار، في حين يصر آخرون على إقامة إقليم شرقي يضم محافظات شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى.
يأتي ذلك في وقت اتسعت دائرة الخلافات على الصيغة النهائية لمعالجة القضية الجنوبية، بعد أن رفض أكبر الأحزاب السياسية التوقيع عليها.. مؤكدين أنها تُؤسس لمشاكل مستقبلية وتصادر حقوق المواطنة المتساوية.