القدس - غزة - رام الله - بلال أبو دقة - رندة أحمد:
غادر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الاثنين الشرق الأوسط في ختام أربعة أيام من المحادثات المكثفة، لكن من دون ان ينجح في إقناع الإسرائيليين والفلسطينيين بخطته لتحقيق السلام بينهما. وخلال زيارته طرح كيري مشروع (اتفاق إطار) يحدد الخطوط العريضة لتسوية نهائية لقضايا الحدود والأمن ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح مسؤول في الخارجية الأمريكية في الطائرة التي أقلت كيري إلى بروكسل ان المشاورات لم تتناول وثيقة واحدة بل سلسلة من الوثائق. وقال إن (هناك قرارات صعبة كثيرة ينبغي اتخاذها وفي وقت معين سيكون هناك وثيقة تتضمن أفكار الجانبين). وبقي الموفد الأمريكي لعملية السلام مارتن انديك في المنطقة لمواصلة بلورة حلول تقوم على تسويات.
وعشية مغادرة كيري أطلقت الإدارة العسكرية الإسرائيلية مشروعات لبناء 272 وحدة سكنية جديدة في مستوطنتين معزولتين في الضفة الغربية. واعتبرت منظمة السلام الآن المناهضة للاستيطان ان حكومة تسعى إلى حل الدولتين لا تعمق النزاع اكثر عبر البناء في المستوطنات خصوصا تلك التي لا فرصة لها للبقاء تحت السيادة الإسرائيلية في اتفاق سلام مقبل. وقبل مغادرته المنطقة التقى كيري مبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط(الولايات المتحدة،روسيا،الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) توني بلير والزعيم الجديد للمعارضة الإسرائيلية اسحق هيتزوغ. ولكن غياب كيري عن المنطقة لن يطول فمن المقرر ان يعود إلى المنطقة مطلع الأسبوع المقبل لمواصلة جهوده التفاوضية كما أكدت الصحافة الإسرائيلية. وعلى الجانب الفلسطيني طرح رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية في وقت سابق من ظهر أمس جملة قرارات مهمة تدفع من أجل مزيد من الوئام وبناء الجسور وخلق حالة ثقة وصولاً إلى المصالحة الوطنية الفلسطينية من بينها السماح لكل نشطاء حركة فتح الذين خرجوا من غزة إثر أحداث الانقسام في صيف عام 2007 أو أي سبب آخر بالعودة إلى قطاع غزة باستثناء من له ملفات في القضاء مؤكداً أن أعدادهم قليلة. كما قرر هنية الإفراج عن بعض المعتقلين الذين لهم إشكالات أمنية ذات بعد سياسي من أبناء حركة فتح وخاصة الذين صدرت قرارات من القضاء بحقهم مشيراً إلى أن أعدادهم قليلة. كما تم السماح لنواب حركة فتح الذين خرجوا من قطاع غزة لزيارته للقاء أبنائهم وأبناء شعبهم. كما أكد هنية استعداد حكومة حماس في غزة لتقديم كل ما يلزم من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني والتقاط كل الرسائل الإيجابية من خلال القنوات المباشرة مع حركة فتح في الضفة الغربية وليس عبر الوسطاء.