في صباح يوم الاثنين الموافق 14-1-1435هـ، وبعد مضي نصف قرن من الكفاح والبحث والتأليف والتوثيق وإثراء الثقافة العربية بكل ما هو مفيد وثري آن الأوان ليترجل الفارس عن فرسه.. رحل الأديب والمؤرخ سليمان الأفنس الشراري على أثر مرض عانى منه، ليوارى جثمانه في مقبرة طبرجل وتقدم المشيعين له شيوخ وأعيان وأدباء وإعلاميو منطقة الجوف... تاركاً خلفه إرثا كبيرا من الكتب والمؤلفات التي أثرت الساحة الثقافية في العالم العربي.. رحل عنا تاركا خلفه مكاناً شاغراً من الصعب أن نجد من يسد ذلك المكان... رحل أحد أهم من ساهموا في إثراء الحركة الثقافية والأدبية في المملكة.. الذي يعد من مؤسسي نادي الجوف الأدبي وعضو شرف نادي تبوك الأدبي وعضو هيئة الصحفيين السعوديين وعضوية الاتحاد العام للصحفيين، هذا وقد كان عضو شرف في اتحاد المؤرخين لتراث القبائل وأنسابها وأحد مؤسسي نادي طبرجل الرياضي.
بدأ حياته في مجال التأليف في أول ديوان شعري له الذي حمل عنوان (ترانيم عاشق) عام 1407هـ ثم بعد ذلك توالت الإصدارات إلى أن ألف الكتاب السياسي بعنوان (هدير الغضب في أدب حرب الخليج) عام 1411هـ وقد كان - رحمه الله - أحد الكتاب في صفحات جريدة الجزيرة ومدير مكتب الصحيفة في محافظة طبرجل سابقا.. رحم الله أبا إبراهيم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
بلغني الخبر في صباح ذلك اليوم فكان كالصاعقة حتى إنني لم استطع كتابة بيت شعر، لكن عزاءنا أن هذا الطريق لابد منه وهذه سنة الحياة والإنسان يقول {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، حاولت أن استرد أنفاسي فخرجت هذه المرثية كـ بوح أتمنى أن يكون بقدر المقام.
سبحان من بيده تصاريف الاقدار
الواحد الفرد الصمد عالم الغيب
الحي والقيوم والنافع الضار
اللي كتب للعبد طوي المكاتب
حكم القدر مهما يطولنّ الاعمار
لا بد من يومٍ تدور الدواليب
ما دايم الا وجه علام الاسرار
الكون فاني دون شكٍ ولا ريب
ياليت صبح اليوم ما جتني اخبار
ياليتها كذبه نفوها بتكذيب
يا رحمة المولى ويا لطف جبّار
على فقيدٍ من خيار الاصاحيب
يا صعب فقد الحر من بين الاحرار
حرٍ بفعله نادرٍ بالمضاريب
خلا الحباري مخمره بين الاشجار
تخاف من سطوة عطيب المخاليب
لاجل الوطن ياما مشى درب الاخطار
وادّى الرساله في جميل الاساليب
مرحوم يا سليمان يا واف الاشبار
اعداد ما خط القلم بالمكاتيب
يا الله عسى له منزلٍ بين الابرار
في جاه ربٍ يعلم السر والغيب