ربما ألتمس العذر لمجتمع مثل مجتمعنا صحا فوجد نفسه أمام مسارات تكفل له حرية التواصل السريع الإلكتروني الاجتماعي مع العالم دون قيود مالية أو اشتراطات فنية معطيا الوجه القبيح جدا لمعنى الحوار - أستثني طبعا الوجوه الحسنة-
ومؤكدا الخلل الرهيب الذي يعتري مؤسساتنا التربوية وقوانيننا الأمنية والداخلية المختصة في ترتيب وتنظيم ومراقبة تلك المسارات المتعددة ..
لم يقتصر الأمر على الأسماء التي تختفي تحت اسم مستعار لتشتم وتتهم وتكذب وتلعن ليل نهار بل الأمر تطور ليصل لممارسة القبح الأخلاقي لمن ساهم النظام الإعلامي الواهن بجعلهم إعلاميين منتسبين لصحف أو قنوات أو مواقع إلكترونية يقدمون بأسمائهم الصريحة قبحا واتهامات واستهزاء ولا يتركون دون غيبته وشتمه والهرولة نحو التشكيك به..!!
رؤساء التحرير ومدراء القنوات يقفون صامتين أمام ممارسات من ينتسبون لصحفهم وقنواتهم ويعتبرون أن الصمت جزء من إعطائهم الحرية الشخصية رغم أن أصحاب الممارسات القبيحة يتباهون بإلصاق صفة الإعلامي تحت التعريف بأسمائهم ..!!
نقبل أن يكون المدرج ميدانا للحدة بفعل التنافس ..
نقبل أن يتم الحوار مثيرا تحت سقف الحيطان الأربعة ..
لا يمكن قبول كلمات الاستهزاء والاتهامات وضرب الحكام بذممهم وممارسة الاستهتار العلني بكل الخصوم من قبل إعلاميين وجدوا بفعل قلة التربية وعدم وجود الرادع، الميدان واسع للمضي قدما لتحقيق أعلى درجات المتابعة لحساباتهم عبر أساليب الشتم الشوارعي المقيت..!!
صديقي دكتور للتو عاد حاملا شهادة الدكتوراه من بريطانيا ويعمل بإحدى الجامعات المرموقة حاليا قال لي بالحرف الواحد وهو بالمناسبة متابع رياضي جيد: لو كان هؤلاء الإعلاميون ببريطانيا لامتلأت السجون بهم ..!!
كان يتحدث عن عظم الانتهاكات القانونية التي يمارسونها وللأسف الجهات المعنية تقف صامتة وكأنها تعتبر الوسط الرياضي حالة مراهقة ولم تعرف بعد أثره الاجتماعي والسلوكي الكبير ..!!
إعلاميون كبار بالسن لا يخجلون أبدا من ممارسات المراهقة اللفظية ومراسلون كتاكيت لم يتعلموا درس التربية الأخلاقية والنتيجة .. أصبحنا نخجل أن نعرف بأنفسنا كإعلاميين ..!!
قبل الطبع :
الضمير الرخيص الأكثر رواجا في الغالب..!!