دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأحد طرفي النزاع في جنوب السودان إلى تغليب مصلحة بلدهما وعدم استخدام المفاوضات بينهما «للتحايل» بهدف تسجيل مكاسب على الأرض. وقال كيري للصحافيين في القدس إن «الجانبين بحاجة لأن يضعا مصلحة جنوب السودان فوق كل اعتبار». وتابع كيري «أن بدء محادثات مباشرة هو خطوة مهمة جداً، لكنها مجرد خطوة أولى. هناك الكثير للقيام به».
وأضاف أن «المفاوضات يجب أن تكون جدية، لا يمكن أن تكون مهلة أو وسيلة للتحايل من أجل مواصلة القتال ومحاولة تحقيق مكاسب على الأرض على حساب شعب جنوب السودان». وأكد أن زعيمي الجانبين يجب أن يتحليا «بالشجاعة والتصميم والنية الواضحة للتوصل إلى حل سياسي».
وتستضيف ديس أبابا محادثات مباشرة بين طرفي النزاع في جنوب السودان بعد لقاء أول أمس السبت الذي لم يوقف العنف على الأرض، حيث استمر إطلاق النار بالأسلحة المدفعية وطال مناطق قريبة من القصر الرئاسي في جوبا.
وفي ذات السياق نزح عدد من سكان جوبا أمس الأحد نحو الحدود الأوغندية بعد مواجهات عنيفة ليلاً في عاصمة جنوب السودان وفق ما أفاد مراسل فرانس برس. وسمعت عيارات أسلحة رشاشة وثقيلة في جوبا ليل السبت الأحد لعدة ساعات في حي جنوب المدينة، حيث القصر الرئاسي ومعظم الوزارات قبل أن يعود الهدوء في وقت مبكر من صباح الأحد. وزادت هذه المواجهات في التكهنات حول احتمال انشقاق وحدة أخرى من قوات الرئيس سلفا كير وانضمامها إلى معسكر عدوه نائب الرئيس السابق رياك مشار. لكن الناطق باسم الجيش فيليب اغوير اكتفى بالقول إن الحكومة «تحقق في ما جرى تحديداً». وأضاف أن تلك المواجهات قد تكون من عمل «لصوص حاولوا بث الذعر بين السكان والدخول إلى منازلهم بغرض سرقتها» وأن «الحكومة تحاول السيطرة على الوضع». وبعد أن لزموا منازلهم ليلاً يبحث العديد من السكان عن وسيلة تنقلهم إلى الحدود مع أوغندا إلى الجنوب ليضافوا إلى المئتي ألف نازح إلى هناك منذ بداية النزاع قبل ثلاثة أسابيع. ودارت هذه المعارك في العاصمة بينما يفترض أن يدخل موفدو المعسكرين الأحد في صلب المفاوضات في العاصمة الإثيوبية من أجل وضح حد لنزاع اندلع منذ ثلاثة أسابيع. وأفادت بعض المعلومات عن المعارك متواصلة الأحد من حول مدينة بور التي يسيطر عليها المتمردون وتبعد 200 كلم شمال جوبا، بينما قد يبدو أن مواجهات اندلعت أيضاً ليلاً في ييي في الجنوب.