تلقت الأوساط السياسية الوطنية في العراق ولبنان بسخرية، لم تستطع المجاملات الدبلوماسية إخفاءها، عرضَ نظام طهران استعداده لمساعدة العراق ولبنان في إحباط المخططات المشبوهة للإرهابيين وبتر أياديهم..؟!
مبعث سخرية الوطنيين العراقيين واللبنانيين هو معرفتهم الأكيدة بالداعم الحقيقي للإرهاب في الدول العربية، وليس فقط في لبنان والعراق؛ إذ إن النظام الإيراني الذي (يتطوع) بتقديم المساعدة لإحباط مخططات الإرهابيين هو الداعم الحقيقي لمنظمات الإرهاب، ويُعد النظام الذي لا يخجل من تكوين فيلق متخصص في إدارة العمليات الإرهابية (فيلق القدس)، الذي أنشأ جميع الكتائب والمنظمات والمليشيات الإرهابية، سواء التي تضم المتطرفين السُّنة أو نظراءهم من الشيعة.
فكتائب عبدالله عزام التي ادعت مسؤوليتها عن العمليات الإرهابية الأخيرة في لبنان ظهرت لأول مرة في مدينة أصفهان الإيرانية حيث تم تجميع وتدريب عناصرها بعد فرارهم من أفغانستان، وتسهيل دخولهم من قِبل (اطلاعات) المخابرات الإيرانية، التي سلمتهم بعد إعدادهم إلى فيلق القدس، الذي نقلهم إلى سوريا عبر العراق، ومنها أُرسلوا إلى نهر البارد في لبنان حيث عملوا تحت اسم تنظيم (فتح الإسلام).
أما تنظيم داعش الذي بدأ تكوين نواته الأولى داخل سجون سوريا، بتنسيق بين المخابرات السورية والإيرانية، فتولى قاسم سليماني وضباط المخابرات السورية تدريبهم وإعدادهم لإضعاف الجيش السوري الحر من خلال البدء في إلهاء قوات الثورة السورية، ثم الدخول في معارك مع كتائب الثورة السورية بعد أن يخلي جيش بشار الأسد مواقعه لهم، ويترك لهم معداته وأسلحته؛ وهو ما رفع كفاءتهم القتالية، واستدعى استراتيجية مخططات إيران لتوسيع مسرح العمليات وتحويل (داعش) إلى لاعب رئيسي في مخطط الإرهاب لاستدراج القوى الدولية من خلال ضم أجزاء من العراق إلى المناطق التي تسيطر عليها جماعة داعش، في محاولة لإظهار ما يجري في سوريا أنه جزء من مخطط إرهابي. وقد اتجهت تلك العناصر الإرهابية إلى الأنبار في نفس توقيت نوري المالكي لمهاجمة ساحات الاعتصام هناك، ومن بعدها أخلت قوات المالكي مواقعها لداعش. إنه الأسلوب نفسه الذي انتهجته قوات بشار الأسد.
مخطط واحد رسمه الإيرانيون عبر مهندس الإرهاب قاسم سليماني، ومع هذا تعرض إيران مساعداتها لمعاونة العراق في التصدي للإرهاب الذي صنعته؛ إذ يهاتف علي لارجاني نظيره العراقي أسامة النجيفي عارضاً تلك المساعدة، ويرد النجيفي في (بدعة سياسية) - إن صح ما نقلته الصحف الإيرانية - بأنه طلب وساطة لارجاني بين ممثلهم في العراق نوري المالكي وعشائر الأنبار..!
إن صح هذا القول فيكون أسامة النجيفي قد انحدر إلى مستوى السياسيين الذين التحقوا بركب من عاد للعراق خلف دبابات الغزو الأمريكي، ويكون بذلك متوافقاً تماماً مع نتاج العملية السياسية التي سلمت العراق إلى إيران..!