تحدثت الدكتورة حياة الصبياني عضو التدريس في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام في ورقتها التي قدمتها عن مفهوم المناصحة وأنه صورة من صور النصيحة المأمور بها شرعا وقالت إن التاريخ الإسلامي عرف المناصحة منذ وقت مبكر لأنها إحدى مظاهر الإصلاح التي نشأت في هذه البلاد للتصدي للفكر المنحرف وكشف زيفه عن طريق مقارعة الحجة بالحجة وتفنيد الشبه وأضافت الصبياني للمناصحة أهداف سامية تعمل لجانها لتحقيقها على المدى القريب والبعيد ولا تكتفي بذلك بل تتعداه إلى العلاج والوقاية واستطردت: أن لجان المناصحة تقوم بتقويم الأفكار الضالة وإبطال الشبه وتصحيح المفاهيم حول كثير من المواضيع مظنة الزلل، وإيضاح الحقائق الغائبة أو المجتزئة لذا أصبحت عمليات المناصحة مطلبا لدى بعض الموقوفين ويرغبون في استمرارها وذلك بسبب ما أوضحته لهم من أفكار ومعتقدات خاطئة كانوا يعتنقونها حيث أرشدتهم إلى الطريق الصحيح والمنهج المعتدل.
وقالت: إن من الآثار الملموسة لبرنامج المناصحة في المجتمع إسهامها في إصلاح وضع المجتمع عن طريق إعطاء مؤشرات للدولة لمساعدتها علي الوقوف على مكامن الضعف في المجتمع التي أتى أكثر المنحرفين فكريا من قبلها وإطلاق البرامج الشاملة للتصدي لها وذلك مثل الحماسة وعدم وضوح الرؤية وضعف الحصيلة العلمية ووسائل الاتصال الحديثة ولاسيما الشبكة العنكبوتية. والبطالة ونحو ذلك من وأكدت الأستاذة نجلاء الجمعان في ورقتها «أثر مشاركة المتخصصين في علم النفس في مسيرة المناصحة كعامل نجاح» أن ظاهرة الإرهاب لم تقتصر على شعب أو ديانة فهو ظاهرة عامة نابعة من ذات الإنسان، مشيرة إلى أن الإرهاب بدأ منذ فجر التاريخ وتطور مدعوما بالتقدم التقني الهائل في عصرنا الحالي.
وضربت الجمعان بمركز محمد بن نايف للمناصحة نموذجا عالميا في مسيرة محاربة المملكة للإرهاب، وألقت الجمعان في ورقتها الضوء على المنهج العلمي والعملي المتبع من قبل المتخصصين في علم النفس في مسيرة المناصحة وكيفية تحديد مفهوم الشخصية الإرهابية والأسباب والدوافع والنظريات النفسية المفسرة للسلوك الإنساني لمرتكبي جرائم الإرهاب والشروط الواجب توافرها في المختص، الأمور التي اتضحت مسؤوليتها
في الإسهام في الانحراف الفكري أثناء قيام لجان المناصحة بعملها.