لقد كان يوم الخميس الموافق للسادس عشر من شهر صفر يوماً محفوراً في ذاكرة أفراد أسرة الفقيدة المربية الفاضلة منيرة إبراهيم السويدان (أم ناصر)، بعد مرض عضال لم يمهلها طويلاً، ملبية نداء الباري عزَّ وجلَّ {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، فهي التي تعد أنموذجاً يقتدى به، ونبراساً يستضاء بنهجه في تربية الأبناء، حيث جاءت ملامح تربيتها جلية في صلاح أبنائها وغرس القيم الحميدة والصفات النبيلة فيهم منذ نعومة أظفارهم، فالحياء وصلة الرحم والكرم واحترام الآخرين، ولم تقتصر على ذلك فحسب، بل زرعت فيهم حب العلم والتميز فيه على أقرانهم، ولقد تحقق لها ذلك فنالوا درجات علمية حققت لهم حضوراً إيجابياً وتميزاً على مستوى الأسرة والأقارب، مما يجعل القارئ يشاهد ما ذكره الشاعر عن الأم التي تعد مدرسة القيم والخصال الأولى على مستوى الأجيال، فقد قال الشاعر وأصاب:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
فأعدتهم ليكونوا أعضاء فاعلين انتسبوا لمهنة من أعظم المهن وأشرفها في تاريخ البشرية (التعليم). نعم رحيل تلك الأم الفاضلة خسارة فادحة وخطب كبير أوجع وقعه الصغير قبل الكبير وحزنا عليها وآلما لفقدها.. يقول الشاعر:
ولكن الرزية فقد أم
يحزن لموتها خلق كثير
فقد كانت أماً لأشقائها وشقيقاتها بعد رحيل والدتها عن هذه الدنيا الفانية -رحمهم الله جميعاً- وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عزَّ وجلَّ، وعزاؤنا في فقدها الدعاء لها بالرحمة والمغفرة وعلو الدرجات في الجنة مع الشهداء والصالحين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، ونسأله جلَّ وعلا أن يبارك في أبنائها وبناتها وأن يجعلهم مباركين أينما كانوا. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}