بوسطن - عبد المحسن المطيري:
من المهم كل عام معرفة أبرز أفلام الموسم التي عُرضت في أبرز مهرجانات العالم وحازت على إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، في هذا العرض سأحاول وضع أبرز عشرة أفلام أجد لها ثقلها السينمائي وتميزها على مستوى الشكل والفكرة.
للسينما العالمية أهمية على اعتبار أنها تمثّل إحدى الوسائل الهامة التي يمكننا من خلالها معرفة الثقافات الأخرى وتشكيل وسيلة من وسائل التواصل بيننا وبين الآخرين.
هذه الأفلام تعرض في مهرجانات إقليمية في منطقتنا مثل مهرجان دبي الدولي ومهرجان الدوحة ومهرجان بيروت السينمائي وغيرها، والآن سأقدم لكم أبرز الأفلام وأهمها التي عرضت على مستوى العالم ومن دول مختلفة:
The Hunt
وهو للدينماركي توماس فيتنبيرغ، أحد أبرز الأفلام التي تصدرت قوائم النقاد لأفلام الأفلام العالمية هذا العام، وهو الفيلم الرسمي الذي تقدمت به دولة الدينمارك لفئة الأفلام اللغات الأجنبية لسباق جوائز الأوسكار عام 2014.
وتدور قصة الفيلم حول مدرس يعمل في قرية صغيرة يُواجه مشكلة أنه للتو تطلّق من زوجته ومضطر أن يتعامل مع أطفال الروضة ولديه طفل من زوجته السابقة، قصة تتعقد أكثر بصراعات درامية نفسية يجيدها كثيراً مخرجو الدول الإسكندينافية، وتم عرض الفيلم رسمياً في مهرجان كان السينمائي الدولي، فيما دخل قائمة موقع قاعدة البيانات السينمائية لأفضل مائتين وخمسين فيلماً في التاريخ.
The Past
للمخرج الإيراني أصغر فراهيدي والذي سبق أن نال الأوسكار قبل عامين عن فيلمه المتميز «انفصال» يبرز هذا الفيلم كونه ليس إيرانياً خالصاً من ناحية السرد الروائي فالفيلم يقدم لنا قصة زوج إيراني مع زوجته الفرنسية.
تجربة المخرج أصغر الفرنسية تذكرنا بتجربة المخرج عباس كيرستامي والذي فضّل فرنسا كي يصنع فيلمه الروائي الأول خارج إيران، والتي أصبحت صناعة الأفلام داخلها صعبة بعد اعتقال المخرج الإيراني جفعر بناهي، ومنعه من صناعة الأفلام للأبد والحكم عليه خمس سنوات في الحبس,
The Grandmaster
للمخرج وينغ كار واي، أو كما يطلق عليه معجبوه المعلم، يقدم لنا قصة معلم من طراز آخر وهو مدرب النجم السينمائي الشهير في آسيا بروس لي، يسرد المخرج وينغ كار واي قصته بعمق درامي مؤثر ونال على إعجاب الكثير من النقاد حول العالم، ترشح الفيلم للقوائم المبدئية للأوسكار، فيما وضعته جمعية المراجعات الوطنية على قائمة أفضل خمسة أفلام صنعت هذا العام.
Blue Is the Warmest Colour
ربما الجرأة ليست كافية أحياناً لصناعة فيلم متميز، بل ربما ليس بمجرد أن تضع قصة شواذ من الممكن أن تربح المعركة النقدية، ولكننا هنا نتعامل مع فيلم عميق من ناحية النص، قوي بما فيه الكافية من ناحية الأداء التمثيلي الرصين.
قصة كلاسيكية لا جديد فيها حول شابتين تقعان في الحب، ربما تكون مثيرة للجدل في فرنسا الآن مع الخلاف حول تشريع الزواج المثلي، ولكن في هذا الفيلم ليس الموضوع وحده ما يدعم القيمة الفنية، بل السرد العميق والتمثيل الواقعي الجاذب.
The Great Beauty
للمخرج باولو سورينتينو والذي نال الجائزة الهامة لأفضل فيلم أوروبي لهذا العام 2013 من قبل أكاديمية الفيلم الأوروبي في برلين، وصل الفيلم أيضاً للتصفيات النهائية في سباق الأوسكار الخاص لفئة أفضل فيلم أجنبي، وهي تسعة أفلام، ومن المتوقع أن يصل الفيلم للقائمة النهائية لسباق أفضل فيلم أجنبي ممثلاً عن دولة إيطاليا، الرائدة في أوسكار أفضل فيلم أجنبي، للفيلم قيمة لدى العديد من النقاد وقد تم تشبيهه من أحد النقاد بفيلم المخرج الإيطالي فيديريكو فلليني.