تابعت ما نشر بهذه الجريدة على فترات ولعدة مرات، بشأن ما وصل إليه الحال بقسم الولادة بمستشفى الزلفي، حيث تكررت عمليات استئصال الأرحام وآخر ما حصل قبل أيام، حيث شقت مثانة إحدى النساء وتم علاجها بخمس غرز ومُنعت من الحمل لسنوات.
هذه الحوادث وغيرها مما خفي، جعل الناس يعتقدون أنّ هذا القسم كالبحر، الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود، المواطنون بمحافظة الزلفي اضطروا أمام هذا الواقع المؤلم، أن يذهبوا بزوجاتهم وبناتهم إلى المستشفيات بالمحافظات المجاورة خوفاً مما يحدث بمحافظتهم، فكم من حادثة مؤلمة حصلت وكم من فرحة اغتيلت؟ وكم من امرأة حامل دخلت هذا القسم وكلها أمل بمولود يملأ الدنيا عليها، وبعدها خرجت وهي محطمة ويائسة إلا من رحمة الله حيث لا حمل مرة أخرى.
تلك الفرحة بأي ذنب قتلت؟ وتلك البسمة لماذا اختفت؟ بأي حق يتكبد المواطن مشاق السفر وتحمل الأخطار بالسفر للمحافظات المجاورة، بأي حق يتحمل الخسائر المادية التي ترهق كاهل المواطن، والبعض قد يضطر للاستدانة إذا كانت عملية الولادة في أحد المستوصفات الخاصة.
هل يعقل أن محافظة يقارب سكانها الثمانين ألف نسمة لا يوجد فيها مستشفى متخصص للولادة .. ما هو السبب؟ رغم توفر الإمكانيات المادية. هل هو عدم الاهتمام، هل هو عدم الشعور بالمسئولية والمواطنين، هل المحافظة لا تستحق؟ إنني ومن هذا المنبر الحر وباسم أهالي محافظة الزلفي أناشد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، فأقول يا سمو الأميرين طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ولم يعد لها إلا أنتما.
أنتما بعد الله من يستطيع أن ينهي هذه المعاناة عن أهالي المحافظة، أنتما رمز الجدية والإخلاص وأنتما أهل الثقة وأمل المواطنين بالله ثم بكما.
والله من وراء القصد.