عجزت القوات الأمنية العراقية مدعومة بمسلحي العشائر عن استعادة كامل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» في محافظة الانبار، وسط تواصل الاشتباكات الدامية بين الطرفين التي قتل فيها الجمعة 103 اشخاص بينهم 32 مدنيا. ولليوم الثاني على التوالي، حافظ المقاتلون المرتبطون بتنظيم القاعدة على عدة مواقع سبق وان سيطروا عليها في مدينتي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) والفلوجة (60 كلم غرب بغداد) التي اعلنت «ولاية اسلامية». وقال ضابط برتبة نقيب في الشرطة لوكالة فرانس برس ان «اشتباكات مسلحة في الرمادي بين تنظيم القاعدة من جهة وقوات الشرطة وأبناء العشائر من ج هة ثانية وقعت اليوم -امس الجمعة- وترافقت مع انتشار اضافي لتنظيم القاعدة» في وسط وشرق المدينة. وأضاف «يواصل عناصر الشرطة ومسلحون من أبناء العشائرانتشارهم في عموم مدينة الرمادي». ونقل تلفزيون «العراقية» الحكومي عن قيادة عمليات الانبار في خبر عاجل ان قوة من الرد السريع قتلت «عشرة ارهابيين» وألقت القبض على عنصرين من تنظيم الدولة الاسلامية في الرمادي. وأعلنت القناة الحكومية ايضا ان جهاز مكافحة الارهاب قتل قناصين اثنين وأحرق اربع سيارات «تحمل ارهابيين مسلحين» في المدينة. وفي الفلوجة، المجاورة، قال مقدم في الشرطة: ان «اشتباكات متقطعة تقع في الجانب الشرقي من الفلوجة بين عناصر القاعدة ومسلحين من ابناء العشائر»، مشيرا الى ان مقاتلي القاعدة لا زالوا ينتشرون في مناطق متفرقة من المدينة. وبحسب مصدر في وزارة الداخلية وعقيد في الشرطة، قتل 32 مدنيا على الاقل بينهم نساء واطفال و71 من مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» في اشتباكات الرمادي والفلوجة. وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس انه بعد انتهاء خطبة الجمعة في الفلوجة الجمعة «حاصر المئات من المسلحين الملثمين ساحة الصلاة وقاموا بإطفاء الكاميرات وصعد عدد منهم حاملين رايات القاعدة على منبر الخطيب». وتابع «تحدث احدهم قائلا: نعلن الفلوجة ولاية اسلامية وندعوكم للوقوف الى جانبنا ونحن هنا للدفاع عنكم ضد جيش (رئيس الوزراء نوري) المالكي الايراني الصفوي، وندعوكل الموظفين للعودة الى اعمالهم حتى الشرطة شرط ان يكونوا تحت حكم دولتنا». وكان هذا التنظيم التابع لتنظيم القاعدة استغل الخميس اخلاء قوات الشرطة لمراكزها في الفلوجة والرمادي وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضينلفض اعتصام سني مناهض للحكومة يوم الاثنين، لفرض سيطرته على بعض مناطق هاتين المدينتين. وكانت مصادر امنية مسؤولة اكدت لوكالة فرانس برس الخميس ان «نصف الفلوجة في ايدي جماعة +داعش+، والنصف الآخر في ايدي» مسلحي العشائر المناهضين لتنظيم القاعدة والذين قاتلوا الجيش على مدى الايام الماضية احتجاجا على فض الاعتصام. وأخليت ساحة الاعتصام الذي أغلق الطريق السريع قرب الرمادي المؤدي الى سوريا والاردن لعام، بطريقة سلمية يوم الاثنين، الا أن مسلحي العشائر السنية الرافضة لفك الاعتصام شنت هجمات انتقامية ضد قوات الجيش.