لم يخطر ببالي أبداً أنني سأحزن لرحيله كما حزنت.. كان الأخ الصديق محمد بن فهد الضرغام في منتصف العمر.. محباً للحياة.. محباً لعائلته الصغيرة.. حانياً عليها مكرساً وقته وعلمه لأبنائه.. وفي وقت كثرت فيه المشاغل لم يكن يشغله عنهم شيء..
الابتسامة والتفاؤل يملآن عينيه.. التذمر الذي أصبح سمة ولازمة من لوازم الحديث في زماننا هذا لم يكن ضمن ما تسمعه منه.. والأحاديث المرحة لا تفارق لسانه العفيف المترفع عن المهاترات.. البعيد عن الخيلاء..
رغم هذا المظهر المتواضع المرح والبسيط فقد كان الرجل قارئاً شديد النهم تلحظ هذا من سؤاله عن ذلك الكتاب وذاك المؤلف..
رحم الله أبا أنس فقد غادر هذه الحياة مبكراً.. وكما هي عادته في كل لقاء.. فقد كان حريصاً على أن يعود مبكراً لبيته.. وأبنائه الذين أحبهم وأحبوه بما يفوق الوصف..
عزاؤنا أنك ستلقى (أيها الحبيب) رباً كريماً رحيماً.
وعزاؤنا أنك ذهبت للقائه سبحانه وأنت تقرأ القرآن.. طوبى لك..
همسة صغيرة في إذن أنس: إني أرى فيك ملامح رجولة مبكرة.. وعقلاً راجحاً.. وقديماً قالوا «من خلف ما مات».. رعاك الله ووفقك.. وجعلك وإخوانك قرة عين لوالدتك.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.