«سانتا كلوز» أو كما يطلق عليه في البلدان العربية «بابا نويل» هو شخصية وهمية ولدت من رحم «الخرافة» ذات علاقة بأعياد الميلاد.
«ليلة الكريسماس» في أمريكا قبل أن يغمض الأطفال أعينهم يركضون إلى الشجرة الخضراء التي تتوسط منازلهم فيعلقون ورقة كتبت عليها قائمة من الهدايا التي يحلمون بها, كل طفل مؤمن عندما ينام سيهبط «سانتا كلوز» ليصل إلى الشجرة عبر مداخن المدافئ بالمنازل أو شقوق الأبواب أو تلك النوافد المفتوحة, في الصباح الهدايا تحت الشجرة والتي وضعها الأب والأم.
ولدي عبدالصمد «عبودي» 4 سنوات يتعلّم في الحضانه أن «سانتا كلوز» شخصية حقيقية توزع الهدايا, لا ينام «عبودي» هذه الأيام إلا ويسرد قائمة طويلة عريضة من الهديا, الطفل الأمريكي «قنوع» يختار هدية واحدة وولدي السعودي «طماع» يسرد قائمة هدايا تحتاج شاحنة كبيرة لحملها لشقتي في «الخرافة» يحضر «سانتا كلوز» هدية واحدة لكل طفل!
يستقيظ «عبودي» في الصباح ويركض في كل اتجاه بالمنزل بحثاً عند الهدايا التي أحضرها «بابا نويل» لا يجد أي هدية ويغضب ويقول ليش ما جاء بيتنا؟!
لا أريد أن أشتري لحبيب قلبي «عبودي» أي هدية في هذا التوقيت حتى لا يصدّق خرافة «سانتا كلوز»، من الصعب أن تحاور طفلاً بأن ثقافتنا الإسلامية تختلف.
ليس «عبودي» فقط من يحلم بالهدايا في بيتي, أبوه «أنا» لا يختلف عنه لا أنام كل ليلة إلا بعد أن أسرد كثيراً من الأحلام في كل أسبوع أحلم بـ»هدية «من أي فريق يهزم النصر؟!
لست أنا وحيداً من يحلم «بالهدية» كثير من الأقلام الزرقاء و جماهير الهلال يغرّدون في «تويتر» ليلة كل مباراة يلعبها المتصدر على أمل تهبط «خسارة» تهز عرش شجرة المتصدر؟؟!!
كانوا يحلمون بهدية من الاتحاد أن يهزم النصر!!
لا هدية.. النصر يفوز...
كان الأمل في الشباب كبيراً.. لا جديد النصر لا يقهر!!
حلمنا بهدية «سكري» من التعاون على أمل أن نتذوّق «التمر» فاز النصر فأكل جماهير الهلال شَحْمُ الحنظل «العلقم» أي مرارة نتذوّقها والنصر ينفرد بالصدارة!!
شجرة خضراء أهلاوية بحثنا حولها على أمل أن نجد صندوق هدية يزرع البسمة... ما هذا إنه «صندوق» فتحنا الغلاف داخله ورقة صفراء كتب فيها بالحبر الأزرق بخط واضح كجمهور الشمس « متصدر لا تكلمني»!!
لا عليك يا «عبودي» لا تحزن سوف تكبر وتدرك أن «سانتا كلوز» شخصية وهمية لا تحضر الهدايا, لكن السؤال هل جماهير الهلال ستبقى تحلم كل أسبوع بـ»هدية» فريق يهزم النصر حتى ينتهي الدوري؟؟!!
خارج النص:
كان بالأمس 31 ديسمبر «عيد ميلادي» شكراً لأسرتي ولكل من شاركني بـ»هدية» بصراحة «كيكية الوصيف» لا طعم لها يا زين من يحتفل بعيد ميلاده وهو متصدر!!
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.