كتب - سلطان الحارثي:
عام مضى على عمل الاتحاد السعودي لكرة القدم «المنتخب» برئاسة الأستاذ أحمد عيد، كان فيه إيجابيات كثيرة وسلبيات متعددة.. حضرت فيه الهفوات كما بانت القفزات.. شاهدنا فيه نجاحات بعض اللجان وإخفاقات بعضها.. وشهدنا صراعات وتصريحات بعض الأعضاء على الملأ.
كل تلك الأمور حملتها «الجزيرة» وذهبت لتسأل أهل الاختصاص عن رؤيتهم في عمل اتحاد القدم في عامه الأول, فاستضفنا كلاً من الدكتور حافظ المدلج عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق وعضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي, والدكتور مدني رحيمي الناقد الرياضي المعروف وعضو شرف نادي الاتحاد, والأستاذ فواز المسعد رئيس نادي الهلال السابق وعضو شرفه الحالي, والأستاذ طارق كيال عضو لجنة المسابقات في اتحاد القدم السابق ومدير الكرة بفريق الأهلي السابق.
البداية كانت مع الدكتور حافظ المدلج الذي أكد أنه من الصعب الحكم على اتحاد القدم الحالي، خاصة أنه لم يمض عليه إلا ربع المدة, إلا أن هناك تفاوتا واضحا في عمل اتحاد القدم.
وأشار إلى أن لجنة المسابقات من أفضل اللجان في الاتحاد, والتعديلات التي أجرتها على الكؤوس تعتبر خطوة إيجابية جدا، وتسجل لرئيسها الدكتور خالد المقرن وأحمد العقيل ومن معهما, أيضا لجنة الاحتراف مميزة بقيادة الدكتور عبدالله البرقان فقد اختصرت مسافات طويلة, وأعتقد أن العمل الذي قاموا به طال انتظاره ولكنه تحقق مؤخرا.
وتابع: هناك لجان أخرى قد يكون لها عذر بسبب تأخر تشكيلها أو بسبب عدم وجود الدعم, ولكن بشكل عام الاتحاد أظهر نوايا إيجابية للتطوير بإذن الله, وهو يسير في الطريق الصحيح.
وعرج المدلج على لجنتي الانضباط والتحكيم, وقال: لجنة الانضباط تشكلت متأخرة جدا, وكانت قراراتها غير واضحة في البداية لعدم وضوح النظام, أما اليوم فقد جمعت اللوائح كلها في لائحة انضباطية واحدة وبدأ تنفيذها, ورأيناها الآن تطبق عقوبات مالية على شخصيات اعتبارية كبيرة وعلى أندية كثيرة, ولعلنا نقول الآن بدأت عجلة العمل تدور في لجنة الانضباط, ولذلك علينا منحهم فرصة للحكم عليهم, ولكن نتمنى من لجنة الانضباط أن تطبق القانون على الجميع وبنفس القوة ولا يكون لديها انتقائية في اختيار الجهات التي يصدر بحقها عقوبة.
وزاد: أما لجنة الحكام فأخطاء التحكيم جزء من اللعبة, ولعلي هنا أشير إلى أن الحكام الأجانب يتواجدون في كل مكان, وفي قطر يتواجد الحكام الأجانب، وفي المقابل يتواجد حكام قطريون صغار في السن, وهذه الخطوة جميلة, حيث يبدأ الحكم في سن صغيرة, ويكون بعيدا عن الوسط ولا تكون ميوله معروفة, ولم يسبق له المشاركة في أي ناد, فنحن في وسط ما زال يؤمن بنظرية المؤامرة, الأمر الثاني، أتمنى من عمر المهنا ألا يكابر في عملية الثقة والقناعة ويبعد الحكام عن الضغوط, فمباراة الشباب والنصر التي حكمها مرعي عواجي الذي تعرض لضغط كبير بسبب زيارته الجميلة والرائعة لنايف هزازي, ومن هنا بدأت الضغوط, وكان القرار الأسلم هو إبعاد مرعي عواجي عن المباراة وعدم المكابرة, فالأخطاء التي حصلت في المباراة لم تكن في عدم كفاءة مرعي ولكنه دخل تحت ضغط كبير, وكانت الأخطاء ضد فريق الشباب بسبب الضغط الذي حصل له وحتى لا يقال إنه جامل فريق الشباب.
وعن أبرز إيجابيات الاتحاد وسلبياته, قال: لست في موضوع المقيم ولكن كمتابع أعتقد أن أفضل إيجابية له هي نتائج المنتخب, فالمنتخب كان يعاني من خسائر متتالية وانحدار في النتائج وترتيبه العالمي كان ضعيفا جدا, وبقرب رئيس الاتحاد أحمد عيد من اللاعبين وتواجده معهم وإحساسهم بأن هناك ترابطا كبيرا بينهم وبينه كان له تأثير إيجابي كبير, ونتج عنه تأهل المنتخب لكأس آسيا بجدارة، حيث فاز المنتخب بأربع مباريات متتالية, وهذا لم يحصل منذ فترة طويلة, أيضا من الإيجابيات عمل لجنتي المسابقات والاحتراف وعودة الكشف على المنشطات, والاجتماعات المتتالية للاتحاد, وهذه لم تكن موجودة في السابق, حيث كانت تمر علينا أحيانا سنة كاملة ولم نجتمع, ومن الإيجابيات السعي الجاد لبيع حقوق النقل التلفزيوني وتنمية الموارد بشكل كبير, أما السلبيات فلا أريد التطرق إليها، ولكن أتمنى أن يكون أعضاء اتحاد القدم على قلب رجل واحد, فأحيان يضايقني خروج أحد أعضاء الاتحاد وينتقد الاتحاد الذي ينتمي إليه, وأحيانا يتسرب للإعلام الخلاف الذي يكون بين الأعضاء, وكل ما أتمناه أن يكونوا أسرة واحدة وهدفهم تحقيق المصلحة العامة, وتحقيق رفعة الكرة السعودية».
وعما إذا كانت الخلافات بين أعضاء الاتحاد صحية, قال: «هي صحية لو بقيت بين أروقة الاتحاد, وطالما هم على طاولة النقاشات فلا بد أن يكون هناك وجهات نظر مختلفة, ولكن أنا ضد البيانات التي تصدر بشكل فردي أو التصريحات التي تصدر وفيها نوع من الإساءة للآخرين, والمفترض أن يكون الأعضاء على قلب رجل واحد, ولا أعتقد أنه شيء صحي حينما يكتب أحد الأعضاء مقالة أو يخرج بتصريح ينتقد فيه رئيس الاتحاد الذي هو عضو فيه».
وحول النواقص التي يحتاج إليها اتحاد القدم حتى يتطور, قال: كل اتحاد يحتاج إلى ثلاثة مطالب متى تحققت سيكون لدينا اتحاد قوي, المطلب الأول «المقر», فاتحاد القدم الآن في مقر لا يليق باتحاد قدم في أغنى دولة في العالم, ويجب أن يكون لديهم مقر مستقل يحاكي مقر الاتحاد الإماراتي ومقر الاتحاد الآسيوي, ويكون متكاملا من كل النواحي مثل قاعات التدريب وقاعات الاجتماعات ومكاتب تليق بالرئيس ورؤساء اللجان, المطلب الثاني «المال», فاتحاد القدم يحتاج إلى ميزانية قوية, فمتطلبات المعسكرات ومتطلبات المنتخبات ومتطلبات اللجان ومتطلبات الأندية مرتبطة بالمال, ويجب أن تكون المبالغ مجزية, ولا بد أن يستفيد الاتحاد من عقود الرعاية والنقل التلفزيوني, المطلب الثالث «الكوادر», وأنا أتحدث عن الكوادر العاملين وليس الأعضاء, فالاتحاد فيه إدارة مسابقات وإدارة شؤون مالية وإدارة احتراف وإدارة شؤون المدربين وإدارة شؤون قانونية, وغيرها من الإدارات الكثيرة, وهذه الإدارات تحتاج إلى دماء جديدة, ومزج الشباب مع الخبرات الموجودة, وأتمنى أن يعمل بعض الأشخاص الذين انتدبهم الأمير نواف بن فيصل من الرئاسة العامة لرعاية الشباب خارج المملكة في اتحاد القدم.
د. مدني رحيمي: هناك الكثير من علامات استفهام حول الاتحاد
من جهته اعتبر الدكتور مدني رحيمي ما قدمه اتحاد القدم الحالي جيدا, وقال: لكن هناك علامات استفهام تدور حوله لم تقنعنا مثل احتجاج نادي الاتحاد في قضية البراعم التي لم يصدر فيها أي شيء حتى الآن رغم أن المباراة النهائية أقيمت وحصل الأهلي على بطولتها, وهذا شيء محير, فهل اتحاد القدم متخوف من إصدار قرار؟
وأضاف: هذه من الأخطاء التي كنا نشتكي منها ولم تتعدل, فالغموض ما زال يجتاح بعض القرارات, وهناك ضبابية كانت وما زالت موجودة, أيضا ليس من المنطق الاستعانة بحكم خليجي, وكأن اتحاد القدم ليس مقتنعا بحكامه, وكان يجب عليه أن يقول للجميع هؤلاء حكامي وهذه البطولات السعودية, وليس لدي حكم أجنبي, فمن يريد المشاركة أهلا به, هنا تكون القوة, ولكن هذه السلبيات لا تمنعنا من أن نقول إن هناك أمورا أصبحت جيدة جدا وإيجابية مثل زيادة مداخيل الأندية, أيضا ارتفاع مستوى المنتخب الذي أصبح مقبولا, وتأهل لكأس آسيا المقبلة.
وشدد رحيمي على أن الاختلاف في وجهات النظر بين أعضاء اتحاد القدم أمر طبيعي ولكن عليهم ألا يخرجوا للإعلام ويقولوا كل شيء, فهذا غير صحيح, وهذا قد يفسد أو يضعف الاتحاد, وقال: نحن ننتقد مثل هذه الأمور في الأندية، فما بالك وهو يحدث لاتحاد القدم, هذا خلل وقد يضعف اتحاد القدم.
وعن لجان الاتحاد قال: بشكل عام ليس هناك تحسن 100 في المائة فإلى الآن ونحن نعاني من عدم الوضوح في العقوبات, وكل مرة تخرج لجنة الانضباط بعقوبة تكون متناقضة مع عقوبة أخرى حتى وإن كانت القضايا متشابهة, أيضا كان يجب على لجنة الانضباط ألا تتدخل إلا فيما يكون بعيدا عن أعين الحكم, وفيما يخص لجنة المسابقات تمنيت أن يلعب الدوري السعودي في يومي الخميس والجمعة، خاصة أن المسابقات الأوروبية تلعب دائما يوم السبت, وأغلب جماهيرنا تشاهد الدوريات الأوروبية.
وأشار رحيمي في ختام حديثه إلى أنه لا بد من المراجعة في كل شيء حتى يتطور الاتحاد السعودي لكرة القدم وتتطور اللعبة, وقال: «أتمنى ألا يقتصر الرأي على من هم في الداخل, فالاستعانة بمن هم في الخارج ممن قد يفيدون أمر جيد.
المسعد: لم نشاهد أي تطور حتى الآن
من جانبه شدد فواز المسعد على أن اتحاد القدم الحالي يضم كوادر جيدة وأخرى غير فعالة, ومن هذا المبدأ فإننا إلى الآن لم نشاهد أي تطوير في كرة القدم السعودية, وقال: صحيح أن التطوير يحتاج إلى وقت طويل, ولكن لا بد أن يبدأ التطوير من الأندية التي تحتاج إلى دعم كبير جدا من قبل الحكومة, وحتى نصل إلى مراحل عليا في كرة القدم لا بد أن تتدخل الدولة في دعم الأندية ليس على مستوى كرة القدم بل في الرياضة عامة.
واعتبر أن أكبر سلبية في اتحاد القدم هي الفجوة الحاصلة بينه وبين الأندية, وقال: هناك فجوة كبيرة بين اتحاد القدم وبين الأندية, أيضا قوة الاتحاد لا بد أن تكون في أمانته, ولا بد أن يعملوا على هيكلة الأمانة العامة للاتحاد.
وتطرق لاختلافات أعضاء اتحاد القدم, وقال: الخلافات لا بد أن تكون موجودة كوجهات نظر، أما إن كانت الخلافات لمقاصد أخرى فهذا أمر خطير بالنسبة لاتحاد القدم.
وأشار إلى أنه لم يشاهد أي جديد من اتحاد القدم «المنتخب» إلا على مستوى بعض اللجان التي أصبحت تعمل وبشكل واضح, وقال: الواضح أن هناك لجنتين اتضح عليهما التحسن، وهي من تعمل حسب ما نراه, هاتان اللجنتان هما لجنة الاحتراف ولجنة الحكام, ولجنة الحكام «بعيدا عن أخطاء حكامها» تعمل وتحاول التطور, أما بقية اللجان فإنه لم يطرأ عليها أي تحسن.
وعن تطور المنتخب وهل يحسب لاتحاد القدم, قال: إذا أتوا ببطولة آسيا -إن شاء الله- نقيمه, أما حاليا فلن أحكم عليه.
وحول نواقص اتحاد الدم حتى يتطور, أجاب: إذا أراد اتحاد القدم التطور فلا بد أن يبتعد أعضاء اتحاد القدم عن الانتماءات للأندية, ويعلمون فقط لمصلحة الكرة السعودية.
كيال: لا نستطيع الحكم الآن
من جهته، أشار طارق كيال إلى أن اتحاد القدم سار في أولى خطوات الصعود, وقال: في عام واحد لا نستطيع أن نحكم على اتحاد القدم, ولكنهم إلى الآن يسيرون في الخط الأساسي للصعود للأعلى, وأتمنى أن يكون إنجازهم في العام الثاني أكثر, فهم في بداية أول الطريق الصحيح, ولكنهم لم يصلوا وليس لديهم السرعة المتوقعة, وهذه تعود لبعض الصعوبات التي واجهتهم مثل الأنظمة واللوائح التي كانت تنقص اتحاد القدم, وهناك أمور كثيرة تحتاج إلى أن تتفكك, ولعل أحمد عيد رئيس الاتحاد يقوم بعمل جبار, ولكنه يحتاج إلى الدعم والمساندة لوضع الخطط.
وأضاف: هناك إستراتيجية عملوا عليها ولكنهم وللأمانة لم يصلوا إلى الطموح الذي ننتظره, فما زال هناك سلبيات تحتاج إلى معالجة كما تمت معالجة سلبيات ماضية وأصبحت إيجابية.
وتابع: «المديونيات السابقة على اتحاد القدم التي حلت عن طريق المقام السامي كانت تسبب له بطئا شديدا في عملية النمو, ولكنه ما زال يحتاج إلى دعم مالي حتى ينفذ نشاطاته وينفذ الطموحات والإستراتيجيات التي وضعها.
وعن أبرز الإيجابيات والسلبيات, قال: الإيجابيات التي تحققت ليست وفق الطموح, ولكن لجنة الاحتراف عملت عملا جبارا في اللوائح والأنظمة وتبعت الشفافية في عملها المنظم, أيضا لجنة المسابقات عملت بشكل جيد رغم وجود بعض المشاكل التي ليس لهم فيها ذنب, وفي المقابل هناك اختلاف حول عمل بعض اللجان مثل لجنة الحكام التي تحتاج إلى مراجعة لأن الثقة أصبحت مفقودة بين لجنة الحكام وبين الشارع الرياضي.
واعتبر أن ما يحدث في اتحاد القدم من اختلافات أمر صحي, وقال: حتى نشاهد الحقيقة بتجرد لا بد أن يكون هناك اختلافات في الآراء وجدل ومطالبات, ولكن لا أرغب ولا أتمنى أن يكون هناك اختلافات شخصية, وهذه الاختلافات هي الاختلافات غير المرغوبة».
وأوضح أن الاتحاد يحتاج إلى الكثير حتى يتطور.. وقال: اتحاد القدم يحتاج إلى إعادة الإجراءات التي في الاتحاد, ويحتاج إلى موظفين تابعين للاتحاد يحملون الكفاءة في العمل على أن يكونوا في مأمن حتى يخلصوا في أعمالهم ويتفرغوا للإبداع والتطور, ويحتاج إلى الدعم المادي بميزانية تساعد على تطبيق النشاطات والتطور الذي يحتاج إليه الاتحاد, ويحتاج استقطاب الكفاءات التي لديها إلمام في الرياضة, ويحتاج إلى التضحية والتجرد والعدل, ولا بد أن تكون الانتماءات خارجة عن عمل اتحاد القدم.