فقدت الرياض واحداً من أبر أبنائها وأعيانها الشيخ سعد بن عبدالعزيز الرويشد عن عمر يناهز المائة وأربع سنوات.
وقد ولد الفقيد في عام 1331 للهجرة في مدينة الرياض، وتلقى العلوم على يد سماحة الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية والشيخ حمد الفارس وغيرهما ثم انتقل للعمل في ديوان الملك عبدالعزيز - طيب الله تعالى ثراه - على مدى أكثر من أربعين عاماً حتى انتقل الملك عبدالعزيز إلى الرفيق الأعلى سنة 1373هـ.
وقد شارك الفقيد في الحركة الأدبية والدراسات التاريخية، حيث قام بالجمع والشرح والتعليق الأدبي واللغوي والتاريخي على قصائد الشاعر الكبير محمد بن عثيمين التي كانت قد اندثرت رغم أنها تشكل ملحمة في تاريخ الملك عبدالعزيز وتاريخ دول الخليج العربي، وأصدرها في ديوان أسماه العقد الثمين في شعر محمد بن عثيمين، وتم طبعه خمس طبعات، ثم أصدر دراسات تاريخية أسماها لمحات من تاريخ الملك عبدالعزيز.
وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله تعالى ثراه - قدم محاضرات تذاع في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية كل عام على مدى أكثر من عشر سنوات متتالية، تحدث فيها عن فتوحات الملك عبدالعزيز ومواقفه السياسية الفاصلة لتوحيد كيان المملكة العربية السعودية ووضعها على الطريق الصحيح للالتزام بدينها وصفاء عقيدتها وتقدمها الحضاري وأزال أشباح الفقر والمرض والجهل والخوف من ربوعها بتوفيق الله جل وعلا.
وقد ساهم الفقيد في الحركة الاقتصادية في البلاد حيث اشترك في تأسيس شركة كهرباء الرياض وشركة الغاز والتصنيع وشركة مطابع الرياض وشركة المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي ومجلة الدعوة الإسلامية حيث كان العضو المنتدب لها عندما قام بتأسيسها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس قضاتها وعلمائها رحمه الله تعالى.
وقد اشتهر عن الفقيد الالتزام التام بالأحكام الشرعية والأخلاق الفاضلة وإصلاح ذات البين والمواقف الاجتماعية النبيلة وساهم في أعمال البر والخير وعمارة المساجد.
وللفقيد ستة من الأبناء هم الدكتور عبدالله والشيخ محمد والدكتور عبدالمحسن والأستاذ سليمان والأستاذ منصور والمهندس أحمد وأربع من البنات.
تغمد الله تعالى الشيخ سعد الرويشد بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته، وجزاه الله عزّ وجل ما يجزي به الرجال المخلصين الخيرين. و «الجزيرة» تتقدم لأبناء الفقيد وكافة أسرته الكريمة بالعزاء وجميل المواساة.