كتب - خالد الدوس:
قال الخبير الرياضي الدكتور (عبد الإله ساعاتي).. عضو شرف نادي الاتحاد.. تعليقاً على الأوضاع الإدارية والمالية والفنية المقلوبة بزاوية ميل تصل 180 درجة, والتي يعيش خريفها (حالياً) النادي الثمانيني,.. أشعر بحزن شديد على حال الاتحاد.. ولا بد لي أن أعبر عن شكري وتقديري للمهندس (محمد فايز) على ما قدمه خدمة لنادي الاتحاد من ماله وجهده ووقته.. وما قُوبل به لا يليق بجمهور الاتحاد العريق ولا يمت بالانتماء الرياضي الحضاري بصلة.
وليعلم المسؤولون عن الرياضة في بلادنا الغالية أن سقوط الاتحاد هو سقوط للرياضة السعودية.. وينطبق ذلك على باقي الأندية الكبيرة، انهيار أي منها هو انهيار للرياضة.
ومن هذا المنطلق فإن لجنة الانضباط بفرضها غرامة الـ100 ألف ريال على نادي الاتحاد.. أثبتت أنها تعيش خارج دائرة الوعي الرياضي الوطني!!.. أو أن فكر القائمين عليها قاصر عن إدراك مقتضيات الحالة بمنظور وطني يحمل تقديراً للحالة العصيبة وإرهاصاتها التي يعيشها نادي الاتحاد حالياً.
) وأضاف قائلاً: الواجب على الجهات المسئولة عن الرياضة في بلادنا أن تسارع لتقديم يد العون والمساعدة للنادي ليتجاوز محنته.. وليس السعي لزيادة أوجاعه وتعميق جراحه.. ومن هذا المنطلق فإن المطلوب ليس لجنة لتقصي الحقائق.. بل لجنة لدعم النادي ومساعدته وانتشاله.
هذا ما تفعله الجهات المعنية بالرياضة في الدول المتقدمة، لأنها بلغت درجة من الوعي تدرك معها أهمية وجود النادي الكبير داخل دائرة العطاء الرياضي.. خدمة للرياضة وخدمة للمنتخبات الوطنية.
فعندما تتحدث عن (الاتحاد).. فإنك تتحدث عن عمق رياضي إستراتيجي, وتاريخي كبير.. تتحدث عن قاعدة جماهيرية عريضة, وعن منجزات ومكتسبات تحققت للرياضة السعودية في عقودٍ مضت وسنوات خلت.. فما الذي يمنع رابطة المحترفين مثلاً أن تقدم للاتحاد عوناً مالياً يخفف من حدة الأزمة الخانقة التي يمر بها, وتهدد مستقبله.!!.
وشدد الدكتور الساعاتي قائلاً: إنني أُحذر بأن حالة الاتحاد سوف تتكرر في أندية كبرى أخرى لأن الأندية السعودية الكبرى تعتمد - للأسف - في تمويلها المالي على شخصية أو أكثر.. وبمجرد أن تبتعد هذه الشخصية ينهار النادي, ولذلك فإن على الجهات الرياضية الرسمية أن تسارع إلى إيجاد حلول عاجلة وناجعة لإنقاذ الأندية.. وبمعنى أشمل لإنقاذ الرياضة السعودية.. لأن الأندية السعودية.. هي معقل الرياضة السعودية.
وزاد: علينا أن نحمّل اللاعبين في الاتحاد أيضاً جزءاً من المسئولية، ولقد شاهدنا مستوى أدائهم المتردي في المباريات الأخيرة دون احترام لشعار النادي الثمانيني الذي تبنّى مواهبهم, وصنع نجوميتهم.
واستطرد قائلاً: أنا مع الاستغناء عن (الفريدي) الذي لم يقدم ما يوازي ما دُفع فيه.. وغيابه لن يكون مؤثراً.. فهو لم يلعب مباراة واحدة كاملة.. ولا نلمس منه اهتماماً وحرصاً.. وبيعه يوفر دخلاً مساعداً يسهم في التخفيف من حدة الأزمة.
والكريري يريد الرحيل.. وأعتقد أن الأوان قد آن لرحيله.. فمن لا يريد الاتحاد لا يريده الاتحاد.. ولقد كان في المباريات الأخيرة يُشكّل ثغرة في الفريق.. حيث لم يعد كريري الذي نعرفه.
ولو كان لدى الادارة فكرٌ احترافيٌ.. لاستفادت من انتقاله قبيل دخوله مرحلة الستة شهور.. ولكن للأسف!!.
وكذلك أسامة المولد مع تقديري الكبير له ولدوره.. إلا أن التفكير العقلاني بعيداً عن العاطفة يقول إن بيعه يصب في صالح الاتحاد.. فهو إما مصاب وإما موقوف.. والاتحاد بحاجة إلى (المال) الذي سيعود من بيعه.. أما التجديد له لهذه المدة الطويلة وبهذا المبلغ الكبير فإنه لعب في الهواء!!.
كما أن هناك ضرورة لإبعاد اللاعبين الشباب من وهج الإعلام حتى لا يؤدي إلى حرقهم.. ولقد لاحظنا انخفاضاً واضحاً في مستويات معظمهم وفي مقدمتهم العسيري والغامدي.. ومع هذا أميل مع الاعتماد على الشباب وتصعيد المزيد منهم للفريق الأول.
وأدعو القائمين على نادي الاتحاد أن يستفيدوا من تجربة نادي (بروسيا دورتمونت) الألماني.. الذي سبق وأن تعرض لأزمة مالية خانقة أفلست خلالها خزينته.. إلا أنه ما لبث أن عاد بدعم جماهيره العريضة متجاوزاً أزماته.. وحقق المركز الثاني في بطولة أندية أوروبا.. ويُعد حالياً من أقوى الفرق ليس في القارة الأوروبية فحسب، بل على مستوى العالم.. وهو بالمناسبة يرتدي نفس شعار نادي الاتحاد باللونين الأصفر والأسود.