التسابق هنا ليس بالعلم أو مخرجات التعليم فحسب ونوعية التخصصات التي تتسابق الجامعات الوطنية في استحداثها وإن كانت بعض الجامعات تستحدث كليات, ربما تغرق سوق العمل دون جدوى؟
الذي يهمنا أن الجامعات لا بد وأن تبحث عن طرد الملل وتحاصره للطلبة والطالبات كي لا يكون الروتين قاتلا لهم ولشحذ هممهم.
المنهجية هنا أن توازن بين التميز العلمي في التدريس ومخرجات التعليم وبين أن تجد نشاطا ثقافيا علميا يتوازى مع منجزات الجامعة.
نشاهد أحيانا تسابق بعض الجامعات لتنظيم اللقاءات العلمية أو المحاضرات أو المؤتمرات التي مع الأسف رغم أهمية طرحها إلا أنها لا تقابل بالحضور الطلابي ولا الأكاديمي ولا حتى الإعلامي.. ربما إن التحضير لم يكن مميزا ولا مخططا وفق رؤية علمية وإعلامية؟ وهذا أمر يجب النظر إليه من الجامعات جلها مقابل هذا التعب والتنظيم والتخطيط.
جامعة الإمام وهي المتسيدة نشاطا منهجيا طوال العام في تنظيماتها الحوارية وتقريب الطلبة والطالبات وأعضاء هيئة التدريس تريد بهذا تكوين شريحة ملمة بكينونة الجامعة ولاء وحبا لهذا الصرح الوطني الكبير النابع من الحب الإيماني بالوطن.. وقد تميزت الجامعة عندما نظمت ملتقى الجامعات الإسلامية والعربية والمحلية في العاصمة الرياض قبل أيام ونجحت بتميز فريد في إظهار هذه التظاهرة العلمية الدولية لتبين للملأ قدرة الوطن في إثراء العلم وأهله.. ولكون أن جامعة الإمام بمديرها معالي الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل هو الأمين العام لمجلس الجامعات الإسلامية الذي استطاع جذب هذا المؤتمر إلى المملكة بدعم وتوجيه من القيادة حفظها الله.
وما أن انجلى هذا المؤتمر لتفاجئنا الجامعة في حوار مهم وكبير وعالمي مع كافة الأقطاب العالمية في تنظيمها لمؤتمر الحوار للدفاع عن نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم فكان المؤتمر الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين وشرفه سماحة المفتي ومعالي مدير الجامعة أبا الخيل بحق ذا تميز إعلامي فريد عبر القنوات المشاهدة والمسموعة ونقل المؤتمر على الهواء مباشرة من خلال شاشة القناة الثقافية التي أبرزته هيئة الإذاعة والتلفزيون لأهميته ووقعه العالمي ونقله من خلالها لأكثر من عشرات القنوات الفضائية، هذا بالإضافة إلى الإذاعات الشبابية جلها والقنوات العالمية الشهيرة كالعربية والبي بي سي وإم بي سي والقنوات الشعبية.. ليستهدف شرائح المجتمع كافة. ومن بركات جامعة الإمام وهذا المؤتمر الخطوة المباركة لمعالي الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام للحرمين بإهداء بردته (المشلح) للمسلم الهولندي الذي سبق أن أخطأ في حق النبي صلى الله عليه وسلم كخطوة مباركة ورصينة من إمام الحرم تشهد بهذا التصرف الجامعة المباركة لسماحة الإسلام..
جامعة الإمام استطاعت أن تسابق الجامعات باختيار الموضوعات الحساسة وتثبت لنفسها الجرأة في تفوقها وطرحها لتلك الموضوعات المهمة التي قوبلت بحضور وتفاعل كبير جدا من الجماهير الحاضرة كالمؤتمر الذي أشرت إليه في الدفاع عن نبي الأمة.
جلسات ومحاضرات ونقاشات وبحوث محكمة قدمت في هذا المؤتمر للتأكيد على سماحة الإسلام وخلوه من التطرف أو الحزبيات.
نعم إن بروز الجامعة كان واضحا في اختيارها لطرح الموضوعات التي قريبا ستنظم ملتقى كبيرا عن المناصحة الفكرية الذي ستنظمه الجامعة مع جهات ذات اختصاص كبير ومهم كوزارة الداخلية ذات السيادة الفكرية الوطنية الراقية..
هذه الأنشطة تبعث لدى الطالب الحس الأخلاقي والتحريك الذهني والنشاط المميز الذي أتمنى من معالي مدير الجامعة تشريع مشاركة الطلاب والطالبات في التنظيم لهذه المؤتمرات كحافز لهم ومنمٍّ لخبراتهم وتفاعلهم مما تمنحهم الجامعة مكافآت تشجيعية تعينهم على مسيرة الدراسة بإذن الله.
الريادة المنهجية التي حققتها جامعة الإمام بجهد من مديرها والمسؤولين آتت ثمار المعطيات من وزارة التعليم العالي ومن مباركة القيادة التي ترفل بالخير والنماء.. كما أن الجامعة تجاوزت هذا المنهج الأخلاقي إلى المنهج الفكري بالتعاطي مع أصحاب الفكر إلى تحسين رؤاه الدينية والوطنية من خلال نبذ التشدد وحب الوطن وفق الثوابت الإسلامية.. ولهذا ترنمت الجامعة في عقلية متزنة وخلق جو علمي متميز من خلال كوادرها وطلابها وطالباتها المتميزين..
في النهاية تظل الجامعات مجتهدة في أنشطتها لكننا يجب أن نعلم عن تلك النشاطات وتأخذ شكلا في طرح الأهمية والفائدة التي يتأملها الناس.. لأننا ولله الحمد فخورون بتلك الجامعات التي تأخذ شكلا وطابعا متميزا تقودهم فيه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, ضمن سلسلة من الجامعات الوطنية المتميزة في هذا الوطن الغالي.