ما لم يكن المعلم ملكاً في فصله وحدود مسؤولياته داخل المدرسة فكل إصلاح للتعليم في خانة الضعف وإلى زوال.
هذه الرؤية تحتاج لآليات عمل جادة وليست حازمة؛ فالحزم ليس له في قاموس التربية والتعليم رسما؛ والجدية هي حزم التربية والتعليم حقيقة.
البحث عن آليات ملكية المعلم ليست في تحقيق ماديات في درب المعلم فقط بقدر رسمها ليكون المعلم ملكا.
الحلم أن يتقاضى المعلم أعلى راتب؛ وهو غير مستحيل، ولكن لا يمكن أن يكون نمطيا ولا بآليات محددة، بل عبر سياسة تحتاج لعمل دؤوب وليس مجرد أوامر.
ملكية المعلم في عودة فاعليته ومكانته، لا هيبته، فالمكانة والفاعلية هي الهيبة المطلوبة والحقيقية؛ وإذا قلنا لا مكان للحزم فالجدية والهيبة تعني الفاعلية والمكانة.
أول الخطوات وضع آليات جادة تعنى بجعل المعلم محركا للجميع من حوله؛ الوزير أولا ثم المرشد ثانيا ومدير المدرسة ومدير التعليم نهاية؛ ومرورا بولي الأمر؛ وخدمة للطالب والوطن؛ وكل ذلك دين قبل أن يكون عملاً.
ضع رؤية ملكية المعلم هدفا وغاية وعندها ستخلق جميع الآليات؛ وبلا حديث عن تفاصيل تلك الآليات يبقى الإيمان بالرؤية أهم من الحديث عن الآليات؛ ولذا ألتزم الصمت عنها حتى تكون الرؤية ملكية المعلم لا تعني التكبر بل انتشاله مما أصابه من أذى إلى مكانته وفاعليته.
ملكية المعلم تكون عبر آليات يحركها المعلم، وليس المدير ولا الوكيل ولا المرشد ولا المبرمج ولا الوزير ولا غيره!
ملكية المعلم يقابلها تواضعه وحسن سمته وقائمة الأخلاق المستحسن توافرها، ولكن الملكية تفرض نفسها... هي ملكية حريته وكرامته عندما حضرت ثقافة يبطحك ويطعنك ودع الوغدان عندك.
أبارك لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز قيادة وزارة التربية والتعليم، ولن أقدم بين يديه المشاكل بقدر ما أقدم له الرؤية والحلم، أول الرؤى هي «المعلم ملك في مدرسته» وعندها أبشر يا صاحب السمو بكل ما يسرك في الميدان التربوي، كل الرؤى التي ستسمع عنها يا صاحب السمو والتي ستقال لك فيما بعد لا يمكن أن تسبق هذه الرؤية أبدا ولا بأي حال، ولذا كتبت هذا المقال، عندما يضغط المعلم على زر التنبيه للوزير فيجب أن يقول له «لبيك» وعندها سيجد الوطن بكامله تحت أمره وعندما يهان المعلم فلن تجد من يربي الطلاب على قول «لبيك» والقوة ليست هي كل شيء، بل القوة في ضبط كل ما جعل المعلم في آخر القائمة لتكون في الصدارة ولجعل المعلم في أول القائمة، وأول البرامج المهمة كيف نسمع صوت المعلم في جزئيات عمله وليس في جزئيات بكاءة فقط.