الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - فتحي كالي:
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عن سعادته وامتنانه للخطوات الموفقة التي واكبت مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة؛ جاء ذلك عقب جولة سموه التفقدية ظهر أمس وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض.
لاشك أنني سعيد هذا اليوم وبحضور أخي سمو الأمير تركي بن عبدالله للقيام بهذه الزيارة لمشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، والذي بدئ في تغييره ما يقارب زهاء خمس سنوات.. وما اطلعنا عليه هذا اليوم هو مدعاة للفخر والسعادة لنا جميعاً أبناء مدينة الرياض، لما تحقق لهذا المشروع الذي تبلغ مسافته حوالي 80 كيلومتراً لقضاء أجمل الأوقات لسكان مدينة الرياض وزوارها.
وأبرز سموه في معرض تصريحه الدعم والاهتمام الذي تجده كافة القطاعات والأجهزة الحكومية من سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين، وأن ما اطعلنا عليه هذا اليوم أنه أتى لتوجيهات ومتابعة من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي له اليد الطولى في تحقيق هذا المشروع، وما أنجز في هذا المشروع بوادي حنيفة ووأدي لبن، ووادي نمار.. وما قمنا به هذا اليوم هو استكمال لما بدئ به لتطور مجرى وادي البطحاء والتقائه بوادي حنيفة بالقرب من حي المصانع وكذلك توسعة منتزه وادي نمار.. وكرر سموه التوفيق والنجاح لهذه المشروعات التي تسعى لهدف معين وهو توفير أماكن الراحة والتنزه للمواطنين والمقيمين في مدينة الرياض.
وأبدى سموه سعادته وامتنانه لما احتوته ميزانية الخير من مشروعات كبيرة لكافة مناطق المملكة بما فيها منطقة الرياض، وكل ما درس ونوقش ضمن هذه الميزانية سواء الخاص بمدينة الرياض أو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وكافة القطاعات الحكومية المعنية لمنطقة الرياض.
أملنا -بإذن الله- أن يحقق الكثير من هذه المتطلبات، ولأن المسؤولين عليه كمسؤولين أن نعمل جاهدين لتنفيذ هذه الميزانية كما أمر ووجه به سيدي خادم الحرمين الشريفين بأن نعمل جاهدين في أن نرضي المواطنين ونحقق تطلعاتهم بإذن الله تعالى.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن مشاركة القطاع الخاص في مثل هذه المشروعات أجاب سموه قائلاً: على كل حال نحن نؤمن إيماناً تاماً بأن القطاع العام والقطاع الخاص كلاهما يساهمان في بناء الوطن وفي تحقيق كافة تطلعات المواطنين، والإخوة في القطاع الخاص لن يتأخروا في المساهمة فيما ينفع المواطنين -بإذن الله تعالى-.
وأكد سموه في ختام تصريحه على تولي لجنة من عدة قطاعات حكومية سوف تدرس المنشآت التي أقيمت في الأودية والتي لها تأثير كبير في مجرى السيول وحياة المواطنين؛ وسوف تتابع هذه اللجنة أعمالها وتحقق النتائج المرجوة في القريب العاجل.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الهيئة، قام بزيارة تفقدية صباح أمس الخميس، لمشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، اطلع خلالها على أجزاء من المناطق المنجزة ضمن المشروع في مجرى الوادي الرئيسي، وتابع الأعمال الجاري تنفيذها حالياً في عدد من روافد الوادي، كما وضع حجر الأساس لمشروعات جديدة في كل من وادي البطحاء ووادي نمار، وشاهد عرضاً عن المشروعات المستقبلية التي سيشهدها الوادي بمشيئة الله في عدد من أجزائه في غرب وجنوب المدينة.
وأوضح المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشروعات والتخطيط بالهيئة، أن هذه الزيارة تأتي امتداداً للدعم الكبير الذي حظي به هذا المشروع الحيوي، من رعاية وعناية من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظه الله، منذ انطلاقة المشروع على يدي سموه كخطة، حتى تجسد على أرض الواقع عندما تفضل سموه بتدشين المشروع، مشكلاً بفضل الله، أحد أبرز نماذج البرامج التطويرية التي تعنى بالحفاظ على الموارد البيئية وتطويرها لضمان وتعزيز رفاه العيش لأجيال الحاضر والمستقبل بمشيئة الله.
وبيّن رئيس مركز المشروعات والتخطيط بالهيئة، بأن الجولة تنطلق من حرص سمو رئيس الهيئة وسمو نائبه، على متابعة كافة المشروعات الكبرى التي يجرى تنفيذها في العاصمة الرياض، والاطلاع على مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، والذي أثمر بفضل الله تعالى، عن تحسين بيئة الوادي وإعادته إلى وضعه الطبيعي، وإيجاد مصدر إستراتيجي للمياه المنقّاة للاستخدامات الزراعية والصناعية، إضافة إلى تحويل الوادي إلى أكبر متنزه مفتوح متعدد البيئات في المدينة، بعد تجهيزه بالطرق والممرات والتشجير والتجهيزات الضرورية للتنزه، وجعله منطقة جاذبة للاستثمارات في مجالات الزراعة والسياحة والترفيه.
وقد استهل سمو رئيس الهيئة وسمو نائبه الجولة بالاطلاع على متنزه سد وادي حنيفة وما يحتويه المتنزه من عناصر ترويحية وخدمية توائم البيئة الطبيعية للوادي، بعدها اطلع سموهما على ما تم إنجازه في مشروع التأهيل البيئي للوادي حيث شاهدوا الأعمال التي اشتمل عليها، وتضمنت: تسوية قنوات المياه على طول مجرى الوادي، وإعادة تنسيق المرافق العامة في محيط الوادي وتطوير شبكات البني التحتية بما يتناسب مع طبيعة الوادي، وإنشاء طريق للسيارات بطول 43 كيلومتراً، ومد ممرات المشاة بطول 54 كيلومتراً، وإنشاء المتنزهات والبحيرات في بعض أجزائه، إضافة إلى زراعة وتنسيق بطن الوادي، وغرس محيطه بآلاف الأشجار الصحراوية والنخيل والشجيرات المناسبة لبيئة الوادي.
محطة المعالجة الحيوية
كما اطلع سمو رئيس الهيئة وسمو نائبه، على (محطة المعالجة الحيوية) التي شيدتها الهيئة في بطن الوادي المحاذي لـ «ميدان الجزائر» بحي عتيقة على مساحة تزيد عن 100 ألف متر مربع, بهدف معالجة المياه الجارية في الوادي وفق نظام طبيعي غير كيميائي، يساعد على تعزيز الاستفادة من المياه المصروفة إلى الوادي على مدار العام، عن طريق معالجتها وإعادة استخدامها بشكل آمن في الأغراض الزراعية والصناعية والحضرية، كما تشكل المحطة أحد صور مزج المشروع بين متطلبات المشروع الوظيفية، وبين المعايير البيئية الصارمة التي وضعها مخطط الهيئة الشامل لتطوير الوادي.
كما تتم معالجة المياه الجارية على امتداد مجرى الوادي، وفق النظام الطبيعي نفسه، من خلال إيجاد البيئة المناسبة في المجرى المائي لتواجد وتكاثر الأحياء الدقيقة التي تستمد غذاءها من المكونات العضوية وغير العضوية في المياه.
زيارة متنزهي السد الحجري والمصانع
بعدها انتقل سمو رئيس الهيئة وسمو نائبه، إلى منطقة السد الحجري في حي المصانع، حيث شاهدا البحيرة الصناعية التي أقيمت في (متنزه السد الحجري) على مساحة تبلغ نحو 10 آلاف متر مربع، وبعمق يصل إلى مترين، واطلعا على التجهيزات التي شيدت للمتنزهين في المنطقة، واشتملت على إنشاء جلسات للمتنزهين حول البحيرة، ورصف محيطها بممرات للمشاة بطول 4.5 كيلومترات.
كما شملت الجولة (متنزه بحيرة المصانع) الذي يضم بحيرة صناعية تبلغ مساحتها 40 ألف متر مربع، وبعمق يصل إلى 10 أمتار، والذي تم تزويد بممرات للمشاة بطول أربعة كيلومترات، و22 جلسة للمتنزهين.
وضع حجر الأساس لمشروع التأهيل البيئي لوادي البطحاء
وخلال الجولة، انتقل سمو رئيس الهيئة وسمو نائبه، إلى منطقة وادي البطحاء حيث وضع سمو الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، حجر الأساس لمشروع التأهيل البيئي لوادي البطحاء الذي يهدف إلى إعادة الوادي إلى وضعه الطبيعي ليقوم بوظيفته الطبيعية في تصريف مياه السيول والأمطار، وجعل بيئته خالية من الملوثات والمعوقات، إضافة إلى الاستفادة من مقوماته الطبيعية في أغراض الترويح والترفيه، وتحسين البيئة الطبيعة في محيطة، والرفع من القيمة الحضرية للمنطقة، وتحسين مستوى السلامة المرورية فيها.
ويشتمل المشروع على أعمال تنظيف وإزالة المخلفات من كامل مساحة المشروع، إضافة إلى تهذيب كل من مجاري السيول وقناة المياه دائمة الجريان بطول 2000 متر، وإنشاء طرق محلية لخدمة قاطني المنطقة ومرتاديها بطول 6000 متر، مع تنفيذ أعمال الإنارة وتوفير مواقف للسيارات تتسع 443 سيارة، وإنشاء ممر للخدمات لتنفيذ شبكات المرافق العامة التي تخدم قاطني الوادي. كما سيتم ضمن المشروع، تجهيز المنطقة بـ 41 جلسة حجرية للمتنزهين، وتنفيذ ممرات للمشاة بطول 6500 متر، وتنسيق الموقع وزراعة بطن الوادي بالنباتات الطبيعية بعدد 8500 شجرة وشجيرة.
مشروع توسعة متنزه سد وادي نمار
وأثناء الجولة زار سمو رئيس الهيئة وسمو نائبه، متنزه سد وادي نمار ومشروع التأهيل البيئي في الوادي، حيث وضع سمو الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، حجر الأساس لمشروع توسعة متنزه سد وادي نمار الذي تبلغ مساحته 130 ألف مربع، ويشتمل على إنشاء طرق محلية لخدمة المتنزهين بطول 2600 متر، وتجهيزها بالإنارة وبـ 253 موقفاً للسيارات، إضافة إلى إنشاء ممرات للمشاة بطول 2200 متر، وجسرين للعبور بين ضفتي بحيرة السد.
كما سيشتمل المشروع على تشييد 177 جلسة حجرية للمتنزهين، وثلاثة مطلات على الوادي، إلى جانب إنشاء 34 ساحة مختلفة للملاعب، وتنسيق الموقع، وزراعة 1500 شجرة وشجيرة مختلفة من بيئة الوادي الطبيعية.. كما اطلع سمو رئيس الهيئة وسمو نائبه، على عدد من العناصر المنفذة خلال المرحلة الأولى من مشروع تطوير متنزه سد وادي نمار، الذي غطّى مسار الوادي ابتداء من بحيرة سد نمار حتى التقائه بوادي حنيفة في حي عتيقة، واشتمل على إنشاء بحيرة غرب السد بلغت مساحتها 200 ألف متر مربع، ويصل عمقها إلى نحو 20 متراً، إضافة إلى إنشاء كورنيش مطل على البحيرة بطول 2 كيلومتر، تم تجهيزه بعدد من دورات المياه والأكشاك ومواقع للجلوس المطلة على البحيرة.
كما شاهد سمو الرئيس وسمو نائبه، عدد من مكونات المتنزه، التي شملت إضافة إلى تهذيب مجاري السيول في الوادي، إنشاء طريق محلي بطول ستة كيلومترات وإنارته وتزويده بالنظم الإرشادية وبمواقف جانبية للسيارات تتسع لـ 800 سيارة ، وإعادة زراعة الموقع بـ 1020 من الأشجار والنخيل والنباتات المحلية، وتنسيق الأرصفة والممرات، وتنفيذ ممرات ترابية للمشاة في الموقع بطول 892 متراً، تمر عبر التكوينات الصخرية، والمناطق المشجّرة، وبالقرب من قناة المياه وتهيئته لممارسة رياضة المشي، فيما تم تجهيز الرصيف المحاذي للطريق كممر للخدمات.
مشروعات قائمة ومستقبلية
وفي ختام الجولة اطلع سمو رئيس الهيئة وسمو نائبه، على اللوحة التعريفية بمشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة وروافده، القائمة حالياً وتشمل: كل من: (مشروع التأهيل البيئي لوادي أوبير على مساحة تبلغ 158 ألف متر مربع)، (ومشروع التأهيل البيئي لوادي المهدية) و(مشروع التأهيل البيئي لبحيرات الحاير على مساحة تبلغ 37 كم2).
كما اطلع سموهما على تصاميم (مشروع متنزه الأمير سطام بن عبد العزيز الذي سيقام على مساحة 940 ألف متر مربع أسفل الجسر المعلق في وادي لبن) وعلى خطط الهيئة للتأهيل البيئي لكل من: (مشروع التأهيل البيئي لشعيب غذوانة بطول 4 كم)، و(مشروع التأهيل البيئي لشعيب أم قصر بطول 3.7 كم)، و(المرحلة الثالثة من مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار بطول 6 كم).
وقد رافق سمو رئيس الهيئة وسمو نائبه خلال الجولة التفقدية للمشروع، أعضاء الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وأعضاء اللجنة العليا لحماية البيئة بمدينة الرياض، وأعضاء مجلس منطقة الرياض، وأعضاء المجلس البلدي بمدينة الرياض، وأعضاء الغرفة التجارية الصناعية بمدينة الرياض.
بعد ذلك أدى سموه صلاة الظهر مع جموع المصلين ثم تناول طعام الغداء.. هذا وقد حضر الحفل معالي أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل وعدد من المسؤولين.