الكاتبة سارة بنت عبدالله الخزيم صدر لها مؤخراً كتاب بعنوان» للسعداء فقط.. تقول فيه: يهب الله الرضا والقناعة لمن يشاء من عباده، وبطل قصتنا هذه يجسد فعلا أن القناعة سر من أسرار الحياة الهانئة السعيدة.
فقد عاش بيننا أكثر من ثلاثين عاماً لم نره خلالها إلا مبتسماً نشيطاً يؤدي عمله بكل تفان وإخلاص.
جلس معنا ذات ليلة وسرد لنا بعض أحداث حياته، وكان يتكلم وهو منفرج الأسارير، مبتسم المحيا، كأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.
يقول: عدت وتركت كل أحلامي وآمالي ورائي بتلك المدينة، فقد كنت أحلم بدراسة الطب، وكنت دائماً أتخيل نفسي وأنا أرتدي البالطو الأبيض، وأتنقل بين سرر المرضى أطبب هذا، وأساعد هذا، وأروح عن ذاك، ولكنني عدت وأخذت أعمل ليل نهار حتى أجلب القوت لأمي وأبي وإخواني.
أذهب مع انفلاج نور كل صباح ماشياً على قدمي وأعمل طول النهار بلا كلل أو ملل، وكان صاحب المزرعة يعطيني القليل من الطعام لغذائي.. كنت أكل ما يسد رمقي وأحتفظ بالباقي لأعود به أخر النهار لأسرتي.