كتب - محمد المنيف:
عاد الفنان الدكتور أحمد الغامدي إلى جو المعارض نافضاً غبار مرسمه ومستعيداً قدراته الإبداعية بمعرض لم يفاجأ به من يعرف تجربته وحضوره السابق بقدر ما كان مثار إعجاب للأجيال الجديدة التي تفتقر لمعرفة مثل الدكتور أحمد ودوره الريادي..
عاد بمعرض يحمل عنوان (خارج الزمن) وكتب في مقدمة الإصدار المرافق للافتتاح (سنوات من الغياب والصمت وسيطرة الذاكرة التي رفضت البلد وأصرت على البقاء وحيداً فالعقل انتظارا للمقبل الذي لم يأتِ سنوات كثيرة تجتر فيها الحواس ذكريات أحسبها هي الحياة وما بعدها.
هي كشوف أعد فيها الأيام والسنين لتوضيبها (خارج الزمن) السنين الخوالي هي الزمن الذي عندما كان يشتد شتاؤه يستدفئ وجدانه وعندما تشتد حرارته ينعشه الهدوء والسكينة.
أن تشعر أنك كائن حي تشعر وتحس وتعبر، أن تكون فرداً منتمياً تتأثر وتؤثر.
أن تكون ذا مبادئ وقيم، تلك هي الحياة. إنه ذلك الإشباع الروحي المستمد من روح العقيدة دون رياء.
لقد كان وما زال ينظر للفنون على أنها وعاء الثقافة وذاكرة المجتمع والفن في المجتمع الإسلامي هو من أكثر فنون الحضارات ارتباطاً بالإنسان فهو فن العقل الصادر عنه. يخاطب من خلاله المثل والمعاني السامية للحياة الإنسانية والفن حديثاً كغيره من المؤثرات، يكون سامياً وعريقاً للمشاعر الإنسانية بتتويجها الإيجابية مؤثراً سلبياً أن لم يوجه الوجهة السلمية). جزء من بوح جميل لا تتسع له المساحة لكننا نعد أن تكون مادة تهدي قراء صفحة الفنون التشكيلية في المجلة الثقافية الملحقة بالجريدة في عددها ما بعد القادم، ففي ذلك البوح ما يستحق أن يصل إلى أعين المثقفين والمبدعين.
يقول عنه الفنان أحمد حسين مدير جاليري داما بعد غياب طويل وباسم يتناسب وهذا الغياب (خارج الزمن) عاد الفنان الدكتور أحمد الغامدي بأعمال في قمة الهرم المعاصر، أعمال في غاية الجمال والروعة من حيث بنائياتها وألوانها وأفكارها تدل على خبرة ودراية بكل خط ولون تراكمت عبر السنين فهو لم ينقطع عن الفن من خلال تدريسه بجامعة أم القرى وإشرافه على رسالات عليا في هذا المجال.
فكان لصالة داما آرت شرف تنظيم معرض الدكتور أحمد عبدالرحمن الغامدي ليعود للساحة التشكيلية كواحد من رواد الفن التشكيلي السعودي ليثري الساحة بما يمتلك من خبرة في هذا المجال سواء ما يمتلك من معلومات فنية أو مهارة في رسم أعماله واعتبر هذا المعرض عودة قوية من جديد لأحد المبدعين الذين كانوا خارج الزمن واليوم سنكسبهم من جديد في هذا الزمن والمستقبل.