قال الشاعر والإعلامي محمد العريعر لـ«مدارات شعبية»: إن لشعر الحربيات (العرضة السعودية) أهميته البالغة على كل الصعد الوطنية، والأدبية، والاجتماعية، لمواكبته مراحل توحيد الوطن على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - يتمثّل في قصائد حربيات الشعراء - رحمهم الله - : العوني، وابن دحيّم، وابن صفيان، والعريني، والحوطي، وغيرهم، حيث ضَمَّن الشعراء قصائدهم الوطنية الخالدة اللحمة الوطنية المُشرِّفة تحت الراية الخضراء الخفاقة بـ(لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وما آلت الحال إليه بفضل الله ثم فضل مؤسس الوطن الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - بعد أن كانت البلاد كما يعهدها التاريخ الموثّق فقر، وجهل، وظلم، وتناحر، أدام الله على الوطن وأبنائه نعمة الأمن والأمان بقيادة حكامنا وملوكنا ولاة الأمر الكرام - أطال الله أعمارهم وأدام عزهم - وأضاف العريعر: إن الدور الوطني يُحَتِّم إعادة طباعة كتاب (أهازيج الحرب أو شعر العرضة) الذي جمعه ورتبه وعرّف بشعرائه الأديب عبد الله بن محمد بن خميس، وتقديم دراسات تليق بأهمية هذا الإصدار الذي قدّم درر هذا اللون من الشعر المُشرِّف لكبار شعرائه، ومن أشهرها قصيدة الشاعر الحوطي التي قالها حينما فتح الملك عبد العزيز الرياض، كما وثق الأديب عبد الله بن خميس - رحمه الله - ذلك بقوله: (كان أول من رفع عقيرته بحربيته المشهورة ذلك اليوم) ومنها:
دار ياللِّي سعدها تو ما جاها
طير حوران شاقتني مضاريبه
صيدته يوم صف الريش ما اخطاها
يوم شرّف على عالي مراقيبه
جا الحباري عقابٍ نثّر دماها
في الثنادي على الهامه مضاريبه
عشقةٍ للسعود من الله أنشاها
حرّمت غيرهم تقول مالي به
عقب ماهي عجوزٍ جدد صباها
زينها اللي مضى قامت تماري به
ذبح عجلان فيها ما تعدّاها
ما حلا عند باب القصر تسحيبه
يُشار إلى أن للشاعر والإعلامي محمد العريعر دراسات حول هذا اللون الغالي على نفوس أبناء الوطن من هذا الشعر المُشرِّف يُعِدّ لتوثيقها وإصدارها قريباً.