سعادة رئيس التحرير حفظه الله
تحية طيبة.. وبعد:
إشارة لما نشرته «الجزيرة» بتاريخ 2 صفر 1435هـ تحت عنوان (الأطباء المدخنون) بقلم الأخت رقية الهويريني، وما نشر بعنوان (تفعيل منع التدخين في الأماكن العامة) بقلم الأخ خالد سليمان العطا الله تعقيباً على مقال الهويريني، وثالث بعنوان (رياضة بلا تدخين) تحدثت الهويريني عن تدخين الأطباء منتقدة إياهم، وقالت إن نسبة الأطباء المدخنين تصل إلى 60% منهم، وأشارت إلى آثار التدخين السلبية وآثاره الصحية والاقتصادية والاجتماعية، ومن ثم عقَّب عليها الأخ خالد السليمان العطا الله مستكثراً تلك النسبة الـ60% ، حيث إنها تمثِّل أكثر من النصف، موضحاً أنه من المفترض لمن أراد أن يجري أي دراسة عن أي ممارسة في المجتمع أو فئة معيَّنة عليه أن يحدد الطريقة التي اتبعها والمستندات التي استند عليها، مشيراً إلى أن نسبة المدخنين وفقاً لكثير من الدراسات تتراوح ما بين 25 و45 من بين السكان بمن فيهم أطباء وطلاب، مشيراً إلى أن عدم تفعيل منع التدخين في الأماكن العامة وعدم تفعيل قرار غرامة منع التدخين قد يكونان السبب في ازدياد المدخنين. أما المقال الثالث (رياضة بلا تدخين) فقد أشار فيه كاتبه إلى أن شركة موبايلي بالتعاون مع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين (نقاء) أطلقت حملة توعية ركَّزت على تناول أضرار التدخين الصحية والنفسية والاقتصادية بمشاركة بعض نجوم الهلال (نيفز - الشلهوب - الغنام)، حيث وجهوا رسائل توعوية عبر القناة الرياضية تتحدث عن أضرار ومخاطر التدخين... إلخ.
حقيقة أن التدخين آفة لا مثيل لها قد انتشرت بين أفراد المجتمع وبخاصة الشباب مع العلم المؤكّد من أنه سبب لكثير من الأمراض على رأسها السرطان، كفانا الله وإياكم شره، وأن ولوج هذا المنحى سهل وبسيط؛ فهناك الأصدقاء غير الأوفياء؛ أصدقاء السوء أخص المدخنين منهم لا يقر لأي منهم قرار ما لم ير واحدهم جلّ أو كل أصدقائه يدخنون مثله، وأحياناً يكون الآباء المدخنون هم السبب في ممارسة أي من الأبناء التدخين، إذ تجد البعض منهم، بل الكثير منهم بعد الفراغ من تناول الغداء أو العشاء أو أثناء تناول القهوة أو الشاي مع أفراد أسرته يضع رجلاً على رجل ويشعل سيجارته أمام مَن عنده من الأبناء صغاراً وكباراً ولا إحساس بما يفعل وينفث العادم بينهم وكأنه يشم ويشممهم عوداً في مبخرة، بل كأنه يقول لمن عنده افعلوا ما افعل وفي النهاية يصبح من الأبناء من يسلك مسلك هذا الأب غير المبالي، وقد شاهدت مثل تلك العينة أن أربعة من أبنائه تبعوه حذو القذة بالقذة، وحقيقة إن تفعيل منع التدخين في الأماكن العامة وتفعيل الغرامة أمر مهم، فلا نرى المدخن يمتنع عن التدخين في كثير من الأماكن العامة ولم نسمع عن إيقاع غرامات على منتهكي منع التدخين وبموجب قرار منع التدخين في الإدارات الحكومية كالمستشفيات تجد المدخنين عند الأبواب كل يمز سيجارته ويا ويلك يا الداخل أو الخارج ستشم عادم السجائر مضاعفاً فهل عند الأبواب يجوز التدخين وحرام من داخلها لا أظن.
وعود على بدء فإن ما ذكرته الأخت الهويريني عن نسبة المدخنين من الأطباء فأنا أيضاً أستكثرها وحتى النسبة التي ذكرها أخي خالد أيضاً لا تصل إلى هذا القدر، بل أجزم أنها لا تتعدى الـ5-10% فقط، وكما قال أخي خالد يجب عند ذكر الأرقام الإحصائية حتى التأكد من المستندات والمراجع لتتصف الإحصائية بالصدق والواقعية، وما دام الحديث عن التدخين والمدخنين فإني اقترح عدم قبول المدخنين في كليات الطب، وأن تكون شروط الاستمرار بالكلية التوقف عن التدخين خلال الفصل الأول من العام الدراسي بهذه الطريقة سنحد من تدخين الأطباء..
وقبل الختام أسدي الشكر لشركة موبايلي على ما فعلته من أجل التوعية بأضرار التدخين، والشكر موصول لمن شاركوها من نجوم الهلال ولجمعية نقاء، وفي الختام أتساءل عن الدعوى التي سبق أن أقامتها وزارة الصحة ضد شركات التبغ إلى أين وصلت، سائلاً المولى أن يعصم شبابنا وشاباتنا من ممارسة التدخين إضافة إلى ما تُسمى بالشيشة القذرة وأن يكف المدخنين من الآباء والأمهات عن التدخين رحمة بأنفسهم وابتعاداً عن الأمراض القاتلة، وبالله التوفيق.