الجزيرة - واس:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في مكتبه بالمعذر أمس صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب وزير الخارجية، وأصحاب السمو والمعالي والسعادة وكلاء وزارة الخارجية، وسفراء خادم الحرمين الشريفين، ورؤساء بعثات المملكة في الخارج بمناسبة انعقاد اجتماعهم الدوري الثالث.
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع كلمة رحب فيها بسفراء خادم الحرمين الشريفين ورؤساء بعثات المملكة في الخارج، وقال: أنتم والحمد لله ممثلون لبلادكم، بلاد الإسلام، بلاد العروبة.. ولا شك أنه لما تم اختياركم فذلك لما يُؤمّل فيكم الخير، وهو ما سيكون - إن شاء الله -.
وأكد سمو ولي العهد أهمية الالتزام بما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين في مجلس الوزراء، الموجهة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، بأن على السفراء خدمة المواطنين وتسهيل أمورهم ومراعاة ظروفهم ومساعدتهم.
ومضى سموه قائلاً: «الحمد لله بلدكم قِبلة المسلمين وبلاد الإسلام وبلاد العرب ولها احترامها والحمد لله في كل مكان في العالم»، لافتاً سموه إلى أن ذات الاحترام يحظى به خادم الحرمين الشريفين، ومن سبقه من ملوكنا منذ جلالة الملك عبد العزيز حتى الملك عبد الله، وأنهم والحمد لله مقدرون ومحترمون في العالم كله، لأن المملكة الحمد لله تريد الخير ولا تريد الشر، لكنها لا تقبل في أي حال من الأحوال أن يتدخل أحدٌ في أمورها.. وأضاف سموه: الحمد لله نحن بلد نتمتع بالأمن والاستقرار والتآخي بين المواطنين كلهم، وهذه الدولة قامت على العقيدة الإسلامية، وأن هذه الدولة نبتت من هذه الأرض.
وأكد سمو ولي العهد أهمية أن يُوجه الإنسان البر لأسرته وبلدته وقبيلته، لكن على ألا يكون ذلك على حساب وطنه.. وشدد على أن الملك عبد الله بن عبد العزيز - سلّمه الله - يُوصينا في كل الأوقات بأن نهتم بأمر مواطنينا ونجتمع معهم دائماً وهذا هو الحاصل والحمد لله. وأثنى سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز على وحدة البلاد وأمنها وأمانها واستقرارها، وقال: «ومع هذا كله رحم الله من أهدى إليّ عيوبي»، حاثاً سموه من يرى ملاحظة من المواطنين - مسؤولين وغير مسؤولين وحتى سفرائنا - في الخارج إبلاغ وزارة الخارجية لتلافي ذلك، فالعالم صار صغيراً جداً.
وختم سموه كلمته قائلاً: «خادم الحرمين الشريفين ونحن جميعاً نثق فيكم ونؤمل فيكم الخير».
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد المخلصين الشاكرين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - أدام الله عزكم -، وقوّى عزائمكم، وحفظكم بعينه التي لا تنام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إن ما تجده وزارة الخارجية من العناية والرعاية والدعم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله بنصره وتوفيقه - ومن لدن سموكم الكريم يقف وراء كل إنجازات الوزارة وجهودها الحثيثة لتطوير وتحديث أساليب وأنظمة عملها، وهو الحافز القوي الذي يبث الحيوية والنشاط في أداء عمل الوزارة، ويبعث على التفاؤل والثقة.
من هذا المنطلق فإن الوزارة عكفت على تطوير أدائها وفق خطط مرسومة مبنية على أولوية الأهداف وفي حدود الإمكانات المتاحة وتعهدتها بجملة من الطرق والأساليب تأتي في مقدمتها الاجتماعات الدورية لرؤساء البعثات في الخارج، ولقد شجعت النتائج المثمرة للقاءين الأول والثاني لهذه الاجتماعات على أن يكون هذا اللقاء الثالث أكبر طموحاً وأشمل منهجاً بعد أن تأسست له القواعد الراسخة، ورسمت الأُطر الواضحة فتقرر أن يتم تخصيصه لبحث ومناقشة موضوع «الدبلوماسية السعودية.. الواقع والتحديات»، حيث تم في هذا الاجتماع بحث محاور محددة يُعنى كل محور منها بقطاع من قطاعات الوزارة، والتوصل إلى توصيات شاملة سوف تعكف الوزارة على تنفيذها - إن شاء الله - سعياً وراء التحسين المستمر والتطوير المتواصل والشامل لأدائها، ومواكبة لتطلعات القيادة الرشيدة وأهدافها الرامية إلى تعزيز مكانة المملكة في المجتمع الدولي، وصيانة علاقاتها الدولية، ورعاية وحماية مصالحها ومصالح مواطنيها في الخارج.
يا صاحب السمو: هؤلاء رؤساء البعثات في الخارج.. جاؤوكم اليوم مجتمعين على قلب رجل واحد يجددون الولاء، ويؤكدون العهد.. مثلوا بين أيديكم لينهلوا من معينكم الخيّر، ويتزوّدوا من حكمتكم ورؤيتكم الثاقبة. وفدوا إليكم متلمسين النصيحة، متطلعين إلى التوجيه الذي يرشدهم إلى أداء واجباتهم على الوجه الذي تأملون والحال التي ترغبون.. قدموا إليكم ليؤكدوا حرصهم على أن ينقلوا للعالم رسالة واضحة بأن هذا البلد الكريم الذي يستند نهجه على الدين الإسلامي الحنيف.. هو بلد المحبة والسلام والوئام.. قاعدة للبناء والنماء والعطاء.. ومنبعاً للشيم والقيم والأصالة.. كان كذلك منذ أن أرسى دعائمه جلالة المؤسس الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - ولا يزال كذلك في عهد ملك الإصلاح والبناء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - وسوف يظل بإرادة الله وقدرته.. متمسكاً بدينه.. متماسكاً بوحدته.. شامخاً بكرامته.. صلباً بعزيمته.. زاخراً بعطائه.
وختاماً، يا صاحب السمو، فإننا جميعاً، ونحن نمثل بين يديكم، بحاجة ماسّة للاستماع إلى توجيهاتكم السديدة، واستطلاع رؤاكم النيّرة، والتّزود من معين خبرتكم الطويلة، وحكمتكم المعهودة، فكلنا آذان صاغية وقلوب واعية لما تتفضلون به من توجيه، وما تسدونه من نصح، وما ترسمونه من نهج، فقد جمعتم في شخصكم الكريم خبرة المسؤول وحكمة الإنسان وأمانة المؤتمن، وإذا كان قد أصاب من وصفكم بأنكم رجل دولة، فلقد أصاب أكثر من قال إنكم وبحق دولة في رجل.
أدامَ الله عزكم، وثبّت خطاكم، وأنارَ طريقكم لما فيه رفعة دينكم وخير أمتكم ووطنكم.