مع كل صباح اطلع على الأخبار المحلية المنشورة في صحيفة الجزيرة، ومنها ما نشر بالعدد رقم 15053 الموافق يوم الأحد 12 صفر بعنوان «زوار مهرجان الكليجا ببريدة يثنون على مثالية الحرف والأكلات الشعبية». وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، وتفاعلاً مع ذلك أقول: تزدان كل مدينة من مدن بلادي الغالية بالعديد من المهرجانات والمناسبات الاجتماعية، وذلك من خلال بسط أيدي شبابها في تلك المهرجانات لكي تتسابق في نجاح المهرجان، فالشباب العاملون في تلك المهرجانات هم من يجعلونه عالياً محفوراً في الذاكرة، وخصوصاً حينما يكون ذلك الأيدي الشابة مدعومة بالخبرات كما هو حاصل في مهرجان الكليجا السادس والمقام في مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة خلال الأيام الماضية، ومهرجان الكليجا أصبح بصمة واضحة وعلامة بارزة في روزنامة المهرجانات في القصيم. وبحكم حضوري الإعلامي وجدت أن هناك خلية نحل وليس مهرجاناً، فالعاملون عليه أصبحوا على قلب رجل واحد، بدءاً من شعلة النشاط الأستاذ أحمد الصقري الذي صال وجال ونثر إبداعاته في ذلك المهرجان الذي سوف يظل محفوراً في ذاكرة كل مواطن قصيمي مهتم بهذا الموروث الشعبي الجميل، والذي يتم تداوله جيلاً بعد جيل محاكاة لتراث وعبق الماضي، وانتهاء برئيس اللجنة الإعلامية الخلوق سلمان الضباح وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال لذكرهم. نعم يجب أن نعترف بالحقيقة ونقول إن المهرجان افتقد صاحب القلب الطيب صاحب الخبرة الثرية رئيس المهرجانات السابقة للكليجا فهد العييري، ولكن البقية فيهم الخير والبركة، كما أنني أطالب بعودته في مهرجانات الكليجا القادمة فقد كان غيابه واضحاً في ذلك المهرجان ولم يكن البديل موازياً له، فالفرق واضح ومشاهد، إلا أن مهرجان كليجا هذا العام حقق نجاحاً باهراً جعل الكل يشيد به، ولقد كان مهرجان هذا العام روعة وإتقاناً في الأداء، وهذا دليل على عمل مخلص وتحضير جيد، فلقد وجدنا حركة متميزة من قبل الزوار والجميع يلاحظ هذا العام أنه امتلأت ردهات المهرجان بالزائرين والمتسوقين من مسؤولين وشخصيات ورجال أعمال من سعوديين وأجانب، وهناك تطور ملحوظ في فعاليات وأنشطة المهرجان، إذ بتنا نشاهد في العديد من الأماكن النشاطات والمسابقات التي تشجع على الشراء وبالتالي تحريك عملية البيع وتدفق الكثير من الزوار للاستمتاع بذلك المهرجان في أجواء عائلية جميلة تمتلك الكثير من الخصوصية، مما جعل ركن الهيئة المارك في مقر الفعاليات يصرح أن مهرجان هذا العام خال من المعاكسات، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الجميع كان مدهشاً بما ينثر من إبداعات في ذلك المهرجان، وبما تسطره الأسر المنتجة من حرف يدوية ومأكولات شعبية لذيذة في أجواء عائلية جميلة تمتلك الكثير من الخصوصية... وفي الختام أقول كانت هناك لوحة رائعة وجميلة موجودة في مقرة المهرجان للكليجا رسمها الأخوة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ببريدة، وهي حملة «النهر الجاري» والمقام في القصيم هذا الشهر، حيث استفادوا من هذا المهرجان وعبر الجناح الخاص بها، فقد أقامت الهيئة مسابقات عدة من خلال المهرجان ومنها المسابقة الورقية على كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- إذ تم رصد جوائز عدة لهذه المسابقة، وهي جوائز قيمة تشمل أجهزة جوالات ذكية وأجهزة كهربائية وغيرها من الجوائز التحفيزية والتشجيعية للمشاركين في المسابقة لزوار المهرجان... ودمتم سالمين.