سعادة رئيس التحرير الأستاذ القدير خالد المالك..
نشرت صحيفة الجزيرة ضمن تغطياتها المحلية خبر التغييرات القيادية المساندة بوزارة الداخلية ولا شك أن ذلك المتغير يأتي في سياق مواكبة واقع الأمن الداخلي والخارجي وبث أجواء وآفاق عملية تنسجم مع متطلبات المرحلة وإن كنا سعداء بهذه الكوكبة الأمنية التي حلّت لتخدم الدين والوطن والمليك من خلال الثقة الغالية التي تشرّفوا بها بمناصبهم الجديدة فالقلب يحمل شيئاً من الفخر والتقدير لقيادات أعطت بروح وطنية خالدة وسمو عملي مميز واستجابت لروح التغيير مغادرة المنصب بكل رقي وتاريخ حافل يفخر به الجميع.
ولا شك أن الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني مدير الأمن العام السابق أحد المواطنين العاملين ممن يفخر الإنسان بوجوده بوطنه وستكون الكلمات أكثر صدقاً وأروع إخلاصاً عندما يكون الحديث عن تلك الشخصية بعد أن غادر منصبه لتكون خالياً من شوائب النفاق أو حتى الاقتراب من سواحله، بل الأجمل أن لا تكون هناك علاقة لا من قريب ولا من بعيد بين من يكتب تلك السطور وبين ذلك العلامة الأمنية الخالدة.
ظل الفريق أول القحطاني بعيداً عن ساحة الإعلام منزوياً بعمله ليل نهار ومنذ العام 1424هـ عندما أوكلت له مهمة منصب مدير الأمن العام وهو يواجه يومياته بعزيمة صادقة تجلت بنجاح الأمن العام بمحاربة كل ظواهر الإجرام المحلي والخارجي بقيادة راسخة وأمينة وحكيمة من قبل الفقيد الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز ومن بعده الأمير محمد بن نايف، حيث تجلّت قوة الداخلية السعودية في تعزيز الأمن الداخلي رغم كل متحولات العالم ومراهنة السياسيين والمحلّلين على أن يكون للسعودية نصيب من التوترات لكن الواقع كشف أنهم واهمون وأبعد من سطور الحياة وواقعها بهذا البلد الأمين.
وإن كان الفريق أول القحطاني قد اختار البعد عن الإعلام ففي حياته سطور ناصعة تصلح لأن تدرّس في الكليات الأمنية، كيف لا وهو يخرج صلباً من حياة صعبة صاحبت دراسته (بحسب مقال ابنه أسامة القحطاني - صحيفة الوطن) ليصمد متقيداً بشرف المهنة وعزتها حتى وصل لأن يكون الرجل الثقة بالأمن العام.
نحن لا نعرف الفريق أول القحطاني ولم يسبق للكثيرين مقابلته أو حتى سماع صوته لكنهم يدركون كمواطنين أنه يستحق أن يقدّم له الشكر كمواطن شريف ورجل أمن نزيه اختار الولاء والانتماء لدينه ووطنه ومليكه فكان نعم الرجل المسؤول..
أحييك أيها الرجل الكبير بعطائه وأحيي كل ما قدمته في سبيل وطنك وأحيي أسرتك التي شاركتك بصبرها على أسلوب عملك، إذ ندرك أن عمل رجل الأمن محفوف بالصعاب الأسرية أحياناً فتحية وتقدير لزوجتك وأبنائك البررة ويكفي أنك لم تحضر معهم الأعياد والمناسبات العائلية لكونك ملبياً لنداء أرضك ووطنك ومليكك ومسؤوليك فكنت نعم الرجل ونعم القيادي ونعم المضحي.
لا يسعني إلا أن أدعو لك بالتوفيق بالدنيا والآخرة وبمزيد من الصحة والعافية وأن لا تبخل على أبناء وطنك بنشر ما يستحق من تجربتك الثرية في كتيب أو محاضرات فأمثالك يجب أن توثّق مسيرتهم.