تحدثنا في المقال السابق عن أبرز الخطوات التي تساعد الباحثين عن عمل للحصول على وظيفة، وكان أولها تحديد المجال، يتلوها كتابة سيرة ذاتية، وثالثها الاستفادة من العلاقات. ونكمل بقية الخطوات الثلاث ليكون لدى كل باحث وباحثة 6 خطوات تعطي تصوراً وحلولاً عملية للتخلص من همّ الفراغ والاتكال.
رابعاً، التعرف على جهة العمل عن كثب
سمعنا عشرات القصص من الذين حصلت لهم تجارب مع بعض الشركات وأنهم لم يجدوا التقدير أو لم يكن هناك التزام بالراتب ونحوه، وكأنهم يلقون اللوم على جهة العمل وينسون أن الأمر كان باختيارهم في المقام الأول. يجب على من يرغب بالعمل أن يعرف الشركة ومنسوبيها وتاريخها وحجمها في السوق، وإن حصل تواصل مع أحد الموظفين للسؤال عن آلية العمل فهو أحوط.
خامساً، الاستعداد للمقابلة الشخصية
تعتبر المقابلة الشخصية الاختبار النهائي للباحثين في عملية بحثهم عن فرص وظيفية، وتحرص جهات العمل على التأكد من أهلية المتقدم للوظيفة حيث يكون التقييم شاملاً على:
- المظهر (يجب التقيد بالزي الرسمي).
- ملائمة المؤهل (أن تكون الوظيفة على حجم الشهادة العلمية).
- الثقة بالنفس (تتمثل في إيماءات الجسم ونبرة الصوت).
- معلومات عن جهة العمل (يجب أن تتوفر على الأقل 4 معلومات عن جهة العمل).
- معلومات عن الوظيفة (دائماً يُطرح سؤال يتعلق بالوظيفة ومهامها لمعرفة مدى استيعاب المتقدم لهذا المجال الوظيفي).
- وجود السيرة الذاتية (ليس ضرورياً إحضار الملف الأخضر العلاق!).
- الراتب (يعتبر السؤال عن الراتب مصدر قلق للمتقدمين لظنهم أن الجواب من عدمه سيجعلهم يخسرون هذه المقابلة بسبب طمعهم وما إلى ذلك، والأفضل أن يتم ذكر الرقم المذكور في الإعلان، مثال: وظيفة سكرتير راتبها 5000، إذا أراد أن يُجيب المتقدم يذكر: أتوقع الراتب من 4000 إلى 5000، أو من 4000 إلى 6000، لأنه يُجيب بشكل غير مباشر بأنه يعلم عن الراتب، حيث إن المبالغة في الرقم أو تقليله بكثير عن الرقم المذكور هو ما يُسبب شك لدى مسؤول المقابلة).
سادساً، ما بعد الوظيفة
الحصول على وظيفة ليس بالأمر الصعب، ولكن التحدي الحقيقي هو ما بعد الوظيفة، ماهي الإضافة التي ستقدمها أو تقدمينها للعمل؟
الجميع يؤمن بمقولة: (المرء لا يولد عالماً) لذا، فإن الشهادة العلمية لا تكفي، بل يجب أخذ دورات تدريبية تخص مجال الوظيفة، ولا بأس من حصول الأخطاء في بداية الأمر لأنها هي من تُشكل الخبرات. مهما كان المنصب، إلا أن مشاركة الزملاء في الأفكار ووضع خطط وإستراتيجيات لتحسين أداء العمل مهمة. يجب الانتباه إلى أن الجانب العملي التطبيقي أهم بكثير من التنظيري، لا يُعقل أن يقدم الجميع توصياته في حين أن لا أحد يقوم بتنفيذ هذه التوصيات!
أخيراً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً) رواه أحمد و الترمذي
الناس أسباب والرزق من لدنه سبحانه، تحميل الآخرين الأخطاء لن يُقدّم ولن يؤخر، لا طعام ينضج دون طهي، ولا طفل يولد قبل 7 أشهر، ولا منال نحصل عليه دون صبر وجَلَدْ.