عواصم - وكالات - مكتب الجزيرة:
هز تفجير انتحاري محيط مديرية أمن مدينة المنصورة بدلتا النيل مما سقط على إثره 15 شخصا معظمهم من رجال الشرطة وأصيب أكثر من 100 جريح في اعتداء اعتبر رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي إنه يستهدف عرقلة خارطة الطريق. وجاء هذا الانفجار وهو واحد من أكثر الاعتداءات دموية منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/ يوليو الماضي، قبل ثلاثة اسابيع من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد في 14 و15 كانون الثاني/ يناير المقبلين. ويعد هذا الاستفتاء الخطوة الاولى نحو تطبيق خارطة الطريق التي وضعها الجيش المصري والتي تستهدف تأسيس شرعية جديدة قائمة على صناديق الاقتراع من خلال تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية خلال الاشهر الستة المقبلة. ووقع التفجير قرابة الساعة الاولى (23.00 تغ) وتسبب في انهيار واجهة مبنى المديرية وانهيار جزئي في عدد من المباني القريبة من بينها مجلس مدينة المنصورة والمسرح القومي والمصرف المتحد وتحطم اكثر من 20 سيارة تابعة للشرطة ومملوكة لمواطنين يقطنون بجوار مديرية الامن، بحسب صحافي من فرانس برس في موقع الحدث، وفي بيان للداخلية المصرية أكدت بأن النتائج الاولية للفحص في مكان حادث التفجير الذي وقع فجر الثلاثاء في محيط مديرية أمن محافظة الدقهلية بمدينة المنصورة 126/ كيلومترا شمالي القاهرة/ رجحت قيام انتحاري بقيادة سيارة محملة بمواد شديدة الانفجار باقتحام الحواجز الأمنية وتفجير السيارة. وقالت الداخلية، في بيانها الذي نشرته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس الثلاثاء «في إطار المتابعة الأمنية لحادث التفجير الإرهابي الذى وقع في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الموافق 24 الجاري بجوار مديرية أمن الدقهلية الذى أسفر عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمواطنين . فقد واصلت الأجهزة الأمنية فحص مسرح الحادث وإجراء التحريات وجمع المعلومات للوقوف على أسباب الانفجار وتحديد مرتكبيه». وتابعت «رجحت النتائج الأولية للفحص عن قيام انتحاري بقيادة سيارة محملة بمواد شديدة الانفجار باقتحام الحواجز الأمنية وتفجير السيارة وتم العثور على أشلاء آدمية وتناثر لأجزاء سيارة .. وتبذل الأجهزة الأمنية جهودها لتحديد شخصية الارهابي والسيارة المستخدمة في الحادث» . وقال مسؤولون أمنيون: إن التفجير تم بسيارة مفخخة بعشرات الكيلوغرامات من المتفجرات. وأفادت مصادر أمنية ان اللواء سامي الميهي مدير امن محافظة الدقلية أصيب في الانفجار الذي شعر به السكان في دائرة محيطها 20 كيلومترا وأدى الى انهيار جزء من مبنى مديرية أمن الدقهلية، بحسب المسؤولين الامنيين. وكان العديد من سكان المنصورة الغاضبين من هذا الانفجار حانقين على جماعة الاخوان المسلمين التي حملوها مسؤوليته. وقال حماد عرفات لوكالة فرانس برس «الاخوان تنظيم ارهابي دولي وهم مسؤولون عما حدث والآن أصبح واضحا انهم يتبعون نفس تكتيكات القاعدة». وشيعت عصرا جثامين ضحايا الانفجار من مسجد النصر اكبر مساجد المنصورة وشارك في الجنازة عدة آلاف من اهالي المدينة الذين رفعوا اعلام مصر وصور الرجل القوي في البلاد وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي، كما رددوا هتافات ضد جماعة الاخوان من بينها «الشعب يريد اعدام الاخوان» و»لا اله الا الله الاخوان اعداء الله». من جهتها أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية الثلاثاء الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام على أرواح «شهداء» مصر الأبرار الذين اغتالتهم يد الإرهاب الآثمة في الحادث الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية. وقالت الرئاسة، في بيان لها، إن «دماء وأرواح شهدائنا لن تذهب هباء، وسيعاقب أشد العقاب كل من سولت له نفسه سواء بالتخطيط أو التمويل أوالتحريض أو الاشتراك أو التنفيذ، حتى يوقن الجميع أن العبث بمقدرات هذا الوطن خط أحمر لن يتم تجاوزه أو حتى مجرد الاقتراب منه، دونما أن يكون لذلك عقاب رادع». الى ذلك أدانت دول مجلس التعاون الخليجي بشدة حادث التفجير الارهابي الذي استهدف مقر مديرية الأمن في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية بمصر ووصفته بأنه عمل إجرامي جبان يتعارض مع المبادئ والقيم الإنسانية والاخلاقية. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني في بيان له مساء امس الثلاثاء إن «مجلس التعاون يدين هذا الحادث الإرهابي الشنيع الذي يهدف إلى زعزعة أمن مصر واستقرارها، وترويع الآمنين من أبنائها، وتعطيل الجهود الرامية لبسط الأمن والاستقرار في ربوعها، ولا يستفيد منه إلا الذين لا يريدون الخير والأمان لمصر وشعبها». وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن ثقته في قدرة الأجهزة الأمنية المصرية في كشف ملابسات هذا الحادث الإجرامي، والقبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم ، معرباً عن تعازيه الحارة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب المصري، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل.