لن يكون كرسي القيادة في وزارة التربية والتعليم الذي تسنمه الأمير خالد الفيصل أمس بأمر ملكي مريحاً للأمير الشاعر، حتى وهو يقضي أغلب سنوات عمره - المديد - في الخدمة الحكومية متنقلاً من رعاية الشباب عندما كانت قسماً في وزارة الشئون الاجتماعية إلى إمارتي عسير ثم مكة المكرمة توالياً، ذلك أن قدر هذا الكرسي أن يكون مثيراً، لأنه يتعلق بشكل مباشر بالمجتمع ومستقبل أبنائه، إذ يدرس أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة، وفضلاً عن الترابط الوثيق بين الوزارة والمجتمع، فإنها تعد أكبر وزارة موظفة للرجال والنساء من خلال إنضواء 600 ألف معلم ومعلمة تحت لوائها.
الأمير /الوزير .. سيكون بانتظاره ملفات ساخنة تتعلق بسير العمل بوزراته التي لا تزال تسير ببطء في ملف مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وملف المشاريع المتعثرة التي تجاوز الألفي مدرسة، وملفات أخرى وظيفية وفنية حاسمة. لكن - وفقاً لمتابعين للشأن الحكومي - فإنه مع أهمية هذه الملفات، فإن ملف أوضاع المعلمين والمعلمات سيفرض نفسه بقوة على الطاولة، وذلك يعزى إلى قوة «لوبي» المعلمين في الوزارة وفي الإعلام، حيث يسيطرون على قنوات تواصل إعلامية عديدة، ويملكون منتديات ومواقع مؤثرة.
المعلمون يطالبون ومنذ فترة طويلة بإعادة الاعتبار إلى مهنة المعلم/المعلم، وإخراج مشاريع تطوير المهنة من الأدراج، وبالإضافة إلى ذلك فإن لبعض أو لعدد كبير منهم مطالب مالية تتعلق بفروقات التعيين التي تصل إلى مليارات الريالات، فضلاً عن موضوع الرتب الوظيفية، والتأمين الطبي، وقضايا النقل السنوي بين المناطق. وليس بعيداً عن هذه الملفات يظهر ملف قضية خريجي التربية الخاصة أحد التحديات التي تواجه الوزير / الحاسم، بعد أن تشعبت وتورطت فيه بعض الجامعات التي تضخ مزيداً من الخريجين من دون سوق عمل واضحة، في الوقت الذي ينظر للوزارة بأنها أهملت هذا الجانب، وأغلفت الاهتمام بذوي الاحتياجات في مدارسها عدا من اجتهادات هنا وهناك.
الأمير الوزير/المفكر، سيكون قريباً من طاولة الطالب/الطالبة، وذلك سيعطيه فرصة تاريخية في ضخ مزيد من الفكر في الجيل الجديد، خاصة وهو يقود مؤسسة الفكر العربي.
أشير هنا إلى أن الأمير خالد الفيصل عمل في رعاية الشباب بوزارة الشؤون الاجتماعية وإليه تعزى فكرة إقامة بطولة كأس الخليج لكرة القدم، وعين أميراً لمنطقة عسير عام 1391هـ. وفي عام 2007 عين أميراً على منطقة مكة المكرمة، وهو عضو في هيئة البيعة السعودية عن والده الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود. تشير سيرة وزير التربية الجديد إلى أنه درس القرآن الكريم والسنتين الأولى والثانية الابتدائيتين في الأحساء، ثم التحق بالمدرسة النموذجية التي افتتحها الملك فيصل في الطائف، وأكمل فيها دراسته الثانوية. وحصل على دبلوم الثانوية الأمريكية من مدارس برن ستون في عام 1961، ثم التحق بجامعة أكسفورد البريطانية لدراسة العلوم السياسية والاقتصادية في عام 1962 وأنهى دراسته فيها بعد أربعة أعوام.
وهو مدير عام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية (وهو أحد مؤسسيها)، ورئيس لجنة البرامج والإنفاق الخيري في مؤسسة الملك فيصل الخيرية، رئيس لهيئة جائزة الملك فيصل العالمية، رئيس لجنة التنشيط السياحي في منطقة عسير، عضو بالهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، عضو مجلس أمناء معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية التابع لجامعة فرانكفورت في ألمانيا، رئيس شرف جمعية فاس سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المملكة المغربية، رئيس مؤسسة الفكر العربي وأحد مؤسسيها والتي تهتم بالهوية العربية وتعزيزها.