حذّر المستشار الغذائي والبيئي المهندس سليمان بن حمد البطحي من خطورة النفايات البلاستيكية وأثرها السلبي على البيئة، مبيناً أنه نتيجة لازدياد عدد السكان والتقدم الصناعي والزراعي وغيرها، أدى ذلك إلى زيادة كميات النفايات التي يلقيها الإنسان، بالإضافة إلى إنتاج نوعيات خطرة على البيئة، فأصبحت عملية جمعها ونقلها والتخلص منها من الأمور المهمة للمحافظة على الصحة و البيئة.
وقد نَصّ قانون حماية البيئة على تعريف النفايات الصلبة بأنها مواد قابلة للنقل ويرغب مالكها بالتخلص منها، بحيث يكون جمعها ونقلها ومعالجتها من مصلحة المجتمع.
وأشار المهندس البطحي إلى النفايات الصلبة تعتبر واحدةً من المشاكل البيئية في المملكة حيث تصل كمية النفايات الصلبة حالياً 13 مليون طن سنوياً بمعدل 35 الف طن يومياً, أي أن الفرد الواحد ينتج ما يقارب 1.3كجم يومياً، وهي عبارة عن 40 % مواد عضوية والباقي مواد غير قابله للتحلل (يمكن تدويرها) ويمثل البلاستيك منها ما يقارب 10 %، لافتاً إلى بعض الدراسات الميدانية بينت أن مشكلة التلوث بالمواد البلاستيكية، تعد من المشاكل البيئية المعقدة، فحجم تلك النفايات آخذ في التزايد، ويكفي أن نشير إلى أن استهلاك الفرد في بريطانيا من أكواب البلاستيك يقدر بنحو 500 كوب في السنة، وهذا يعني أن عدد تلك الأكواب البلاستيكية المستهلكة في بريطانيا يكفي للإحاطة بالكرة الأرضية 14 مرة، بالاضافة إلى أنه يتم إنتاج زهاء بليون كيس بلاستيكي في العالم سنوياً، وهذه الأكياس ينتهي بها المطاف في مكب النفايات، مما يشكل مخاطر من استعمال المواد البلاستيكية على الإنسان والبيئة:
وأكد المستشار الغذائي والبيئي إلى أنه قد دلت الأبحاث العلمية على أن المواد البلاستيكية تتسبب بحدوث عدد كبير من المشاكل الصحية على الكائنات الحية، ويعزى هذا الخطر إلى مكوناتها الأساسية وإلى المواد المضافة إليها أثناء عملية التصنيع والتشكيل، كالمحسنات الكيميائية التي تكسبها القساوة المطلوبة أو المرونة أو اللون أو يجعلها مقاومة لتأثيرات الضوء والحرارة، مشيرا إلى أن بعض الدراسات الحديثة قد نفت الاعتقاد الشائع سابقاً، من أن الروابط الكيميائية الموجودة في مركبات البلاستيك مستقرة وثابته، حيث تبين أن تلك الروابط غير ثابتة تماما، وأن المواد البلاستيكية غير خاملة بالمفهوم المطلق للكلمة، بل هي تتحلل ببطء شديد، وينتج عنها انبعاث لغازات ضارة، تحت بعض الظروف، كالحرارة والضوء، وهذا يعني وجود خطر جراء انحلال المواد البلاستيكية أو المواد المضافة إليها وتسربها إلى المواد الغذائية الملامسة لها وخصوصاً عندما تكون ساخنة.
وحذر المهندس البطحي من أن خطر المواد البلاستيكية، يكاد يكون إحدى سمات القرن الحالي، فقد تم استخدام تلك المواد في كافة مناحي حياتنا اليومية، رضاعات الأطفال وبعض علب حفظ المواد الغذائية والأدوية من مواد بلاستيكية، وهذا ما دفع الجهات العلمية العالمية للمطالبة بالتوقف عن الاستهتار بحياة الإنسان، وضرورة وجود تشريعات قانونية صارمة تحدد وبشكل قاطع كيفية التعامل مع تلك العبوات والمواد البلاستيكية الخطيرة التي تتسبب بحدوث أضرار فادحة على البيئة وعلى صحة الإنسان وسلامته، حيث يمكن أن نجمل الأضرار التي تسببها المخلفات البلاستيكية على الإنسان والبيئة على النحو التالي:
1- الكثير من المواد البلاستيكية هي مواد شديدة الثبات وعالية المقاومة لأنواع التحطم (التحلل) المختلفة الحيوية وغير الحيوية في البيئة.
2- عملية دفن المخلفات البلاستيكية في التربة عجزت عن القضاء على المخلفات البلاستيكية لكونها غير قابلة للتحلل داخل التربة وبالتالي تظل موجودة مسببة تلوث التربة.
3- عملية حرق المخلفات البلاستيكية تسبب تلوث هوائي بسبب المواد الكربونية شديدة الضرر المنبعثة من تلك الحرائق التي نتج عنها تصاعد أبخرة شديدة الخطورة.
4- هناك دراسات أجريت علي بعض العبوات البلاستيكية الخاصة بالأغذية ثبت من خلالها أن ثمة تفاعلات داخلية تحدث بين مادة العبوة والأطعمة خاصة الأطعمة المحتوية علي مواد دهنية والذي من السهل ذوبان المواد البلاستيكية فيها, وأثبتت النتائج وجود علاقة بين هجرة الدهون والهجرة العكسية (المواد البلاستيكية والمواد الغذائية) وتتوقف هذه الهجرة علي درجة الحرارة المحيطة وطول فترة تخزين المادة الغذائية بالعبوة, وكلما زادت تلك العوامل زادت معدلات الهجرة.
وأشار المستشار الغذائي والبيئي إلى أن الأسباب التي تجعل من البلاستيك مادة ضارة بالبيئة الطبيعية وبالحيوان كالتالي:
1- يعتبر البلاستيك كما ذكرنا من المواد غير القابلة للتحلل وبالتالي قد يحتاج البلاستيك إلى مئات السنين قبل أن يتحلل بشكل نهائي.
2- تعتبر النفايات البلاستيكية من أخف مكونات النفايات المنزلية فضلا ً عن قابليتها للتفتت والتكسر الأمر الذي يسمح لها بالانتشار على مسافات شاسعة.