إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، قبل أيام قلائل ودعنا في الدرعية صديقنا وحبيبنا الذي أحببناه في الله (أبو عثمان - عز الدين عثمان)، الرجل الذي حزن على فراقه أهالي الدرعية قاطبة من الذين يعرفون فضله، وشملت الأحزان كل محبيه في أرجاء المملكة والسودان كحزن أهله في مسقط رأسه كرمة البلد تماماً، وهو رجل عُرف عنه حب الخير للجميع، وحرصه الدائم والمستمر على تذكير الناس بالخير وبذل النصيحة والتمسك بالسنَّة والسير على نهج السلف الصالح، فقد كان رجلاً بسيطاً سمحاً خلوقاً محبوباً صادقاً - نحسبه كذلك والله حسيبه - لم أسمع منه كلمة جارحة قط قرابة العشرين عاماً.
نعم رحل أبو عثمان عن هذه الدنيا الفانية ولكن مآثره باقية وفي الأذهان عالقة، كيف لا وفقدته المساجد ومراكز الدعوة ومكاتب الجاليات ومغسلة الأموات بأم الحمام والمرضى في المستشفيات، وأماكن توزيع الكتيبات والمطويات النافعة لمشايخنا الكبار، ورحلات العمرة في رمضان.
وفقدته كذلك أماكن تواجد السودانيين والنزهات البرية في (جاكس وحريملاء) وحتى سيارته المميزة (الونيت) لا تزال جاثية أمام منزله حزينة.
لقد كان حبيبنا أبو عثمان رجلاً كريماً طيباً قواماً صواماً حتى في السفر في حر الصيف - نحسبه كذلك والله حسيبه - كان لا يترك صوم الاثنين والخميس وأيام البيض، ومحبوباً أحبَّ الناس وأحبوه، وليست الجموع الغفيرة التي شيعته في مقبرة أم الحمام إلا دليل على مكانته في النفوس ومحبة الناس له - رحمه الله.
نعم ... العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا إننا على فراقك يا أبا عثمان لمحزونون. سائلين المولى العلي القدير أن يجازيه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً وألا يحرمه الأجر بما قدم للمسلمين عامة ولأهل السودان خاصة، ونسأله عز وجل أن يجمعنا وإياه في دار كرامته، وأن يجبر مصيبة زوجه وأبنائه وبناته وإخوانه وأخواته وأرحامه وأصدقائه وجيرانه - اللهم آمين.