هو «الموت ما منه ملاذ ولا مهرب».. لقد كان لخبر وفاة الشيخ سعد بن فهد الكريديس الألم الشديد والحزن البليغ على نفسي وعلى من يعرف، هذا الرجل لأنه يعتبر أنموذجاً من النماذج الخيّرة في مجتمعنا في البذل والعطاء والسخاء، وكذا العبادة مع ما أنيط وكلف به من مسؤوليات عظيمة منذ مدة طويلة.
إذ شغل منصب نائب والده في الشؤون الخاصة الملكية في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز- رحمه الله- ومع هذه الجهود الكبيرة التي كلف بها إلا إنها لم تصرفه عن العبادة والورع.
فكان له ورده اليومي وحرصه على صيام التطوع وكان -رحمه الله- حريصاً على تفرغه للعبادة في شهر رمضان، حيث كان يقضيه سنوياً في مكة المكرمة اغتناماً لشرف المكان والزمان وطلباً فيما عند ربه من الأجور والحسنات ولإفطار الفقراء والمساكين في أروقة المسجد الحرام، ومما عرفته عنه -رحمه الله- حرصه على قضاء حوائج الناس والشفاعة لهم وتسهيل أمورهم عند ذوي الفضل والجاه من الأمراء والوزراء وأهل الخير والإحسان.
وهذا يذكرنا بقوله تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وقوله صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً..) صححه الألباني في الجامع.
وهذا نراه منه رحمه الله بارزاً قبل وفاته، حيث أنشأ مؤسسة خيرية خاصة به لما كان يقوم به من دور بارز في دعمها ومشاركاته في لجان مؤسسات خيرية أخرى وبعد ما وهبه الله وفتح عليه من خير في الدنيا إلا انه كان له السبق والحرص على أسرته وأهل بيته من أبنائه بمتابعة بالتشجيع والتحفيز حتى وصلوا الدرجات العلا والدراسات العليا في شتى الجامعات فأصبح منهم المهندس والمسؤول فهاهو الدكتور منصور بن سعد عضو في مجلس الشورى وهو أحد أبنائه رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته وإنا لفراقك يا شيخنا وأستاذنا لمحزونون.