بعد حياة حافلة بالوجاهة في أسرته والسيرة الاجتماعية الحسنة، غادر هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية أحد وجهاء أسرة الغفيلي بالرس الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن سيف الغفيلي تغمده الله بواسع رحمته وجعله من الفائزين بدخول الجنة. والمزحزحين عن النار، وألهم أهله وذويه الصبر على مصيبة الفراق الأبدي وجعلهم من الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون، والموت مصيبة أو هي أكبر المصائب.
قال تعالى: يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ الآية.
أجل إنه الموت هادم اللذات ومفرّق الجماعات والبقاء والخلود لخالق الوجود سبحانه، وقد شاركت الجزيرة كعادتها في تعزية اسرته وأبنائه الكرام إدراكا منها لمسؤوليتها الاجتماعية في مشاركة الناس في مسراتهم وأحزانهم، وأكاد اجزم ان علاقة البعض بالجزيرة وتعلقهم بها بدأ في الاصل من مشاركة الجزيرة المتميزة للناس في مسراتهم وتعزيتهم في موتاهم،
كما شارك في تخفيف مصاب اهله وذويه هذا الحضور الكبير من المصلين عليه الذين اكتظ بهم جامع الشايع على اتساعه اداء من الجميع لحق من حقوق المسلم على إخوانه المسلمين واحتسابا للأجر العظيم الذي بشر به النبي الكريم «من شهد الجنازة حتى يصلى عليها ومن تبعها حتى تدفن وهذا الجزاء في الآخرة، أما في الدنيا فإن من يصلون على الجنائز ويعزون أهل الميت يكسبون محبة الناس لهم والثناء عليهم وهو من الإحسان إلى الناس الذي يؤسس علاقات اجتماعية يسودها المحبة والتآلف.
نسأل الله أن يكتب السلامة الدائمة للجميع، وألا يريهم بعده اي مكروه في عزيز عليهم ولا نلومهم إن كان لسان حال كل منهم يقول:
جاورت جيراني وجاور ربه
شتان بين جواره وجواري
كما ونسأله ان يكون الفقيد الغالي قرير العين في روضة من رياض الجنة هو وجميع اموات المسلمين الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة وماتوا على ذلك.
وختاما أقول:
مرحوم يا شيخ عزيز فقدناه
وصرنا نعزي في مصابه بعضنا
الموت سنه والخلايق تحراه
يكفي عن الوعاظ لو اتعظنا