تعرضت طائرة أمريكية لإطلاق النار أمس السبت اثناء مهمة لإجلاء أمريكيين ومواطني جنوب السودان من الصراع المتنامي في جنوب السودان وأصيب أربعة عسكريين أمريكيين كانوا على متنها، ويهدد القتال الذي تفجر قبل حوالي اسبوع بجر أحدث دولة في العالم الى حرب أهلية عرقية بعد عامين من حصولها على الاستقلال عن السودان بتأييد قوي من ادارات امريكية متعاقبة.
وقالت القيادة العسكرية الامريكية في أفريقيا في بيان ان الطائرة الامريكية تعرضت لإطلاق النار أثناء اقترابها من موقع الاجلاء، وجاء في البيان «حولت الطائرة وجهتها الى مطار خارج البلاد وألغت المهمة».
ونقلت شبكة «سي ان ان» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جون كيربي القول: إن أربعة من العسكريين الأمريكيين أصيبوا عندما أصابت الأعيرة النارية طائرتهم بينما كانوا يحاولون الهبوط في بور، عاصمة ولاية جونقلي بدولة جنوب السودان.
وكانت هذه الولاية بؤرة للعنف في الأسبوع الماضي. يشار إلى ان الولايات المتحدة أحد العديد من الدول، من بينها اوغندا التي تجلي مواطنين من الفوضى التي تحدث في جنوب السودان ، حيث ثارت بعض الوحدات العسكرية على الحكومة المركزية.
وأصدر الرئيس الكيني اوهورو كينياتا أمرا بإرسال قوات إلى جنوب السودان لإجلاء 1600 مواطن كيني ، أغلبهم متمركزون في جونقلي، حيث الأعمال العدائية هي الاشد هناك، وقال توبي لانزر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان في تغريدة له على تويتر بعد زيارة مناطق الصراع في بور: «لقد سمعنا اشتباكات ورأينا جثثا في الشوارع.
ترك مدنيون البلدة فارين من أجل سلامتهم». من جهتها نشرت حكومة جنوب السودان مئات الجنود لاستعادة السيطرة على بلدة جونقلي المضطربة.
وكان قتال اندلع حول العاصمة جوبا مساء الأحد الماضي وسرعان ما امتد إلى الاجزاء الاخرى من البلاد.
ويدور القتال بين انصار الرئيس سلفا كير من قبيلة الدنكا وبين انصار نائبه السابق ريك مشار المنتمي لقبيلة النوير والذي اقيل من منصبه في يوليو تموز وتتهمه الحكومة بمحاولة الاستيلاء على السلطة.
وينفي مشار اتهامات كير بأنه قاد محاولة انقلاب. وتقول الامم المتحدة ان مئات الأشخاص قتلوا في أنحاء البلاد الاسبوع الماضي وان 35 ألفا آخرين لجأوا إلى قواعدها.
وعقد وسطاء أفارقة محادثات مع الرئيس سلفا كير امس الاول الجمعة في محاولة للتوسط من أجل إحلال السلام.
يزيد القتال من حالة عدم الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل ويهدد خطوات متعثرة لإقامة مؤسسات فعالة في الدولة التي استقلت عن السودان عام 2011 بعد صراع دام عقودا.