كشف مسؤول في الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بألمانيا عن أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لا تزال تتجسس على بلاده. وفي أعقاب عودته من رحلة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن أشار هانز بيتر أوول المختص بشؤون السياسة الداخلية بالحزب البافاري لمجلة «فوكوس» الألمانية إلى «العجرفة وعدم الاكتراث» داخل الأوساط المتخصصة بالولايات المتحدة إزاء غضب برلين من أنشطة وكالة الأمن القومي الأمريكية. وأوضح أوول أن أجهزة التنصت الأمريكية لا تفرق بالأساس بين المستشارة أنجيلا ميركل الصديقة للولايات المتحدة وأي شخصية أخرى، فكلاهما ببساطة يعتبر بالنسبة لها شخصاً مستهدفاً، حسب تعبيره.
من ناحية أخرى ذكرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية أن الحكومة الألمانية تتوقع إتمام اتفاقية سرية للتعاون بين جهاز الاستخبارات الألمانية ووكالة الأمن القومي الأمريكية في منتصف يناير المقبل على أقل تقدير. ومن المنتظر أن تنص هذه الاتفاقية في بعض بنودها على ضمانات بعدم التجسس. ونقلت المجلة عن مستشار أمني رفيع المستوى قوله إنه من غير المتوقع التحرك في هذا الاتجاه قبل إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما كيفية تنفيذ مقترحات فريق خبراء تابع له بشأن إصلاح برامج الاستخبارات. وكان أوباما قد قال في مؤتمره الصحفي الأخير لهذا العام إنه سيدلي في يناير المقبل بـ«تصريحات محددة» بشأن مدى تطبيق مثل هذه المقترحات بصورة واقعية. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن وكالة الأمن القومي الأمريكية ونظيرتها البريطانية تجسستا بين 2008 و2011 على عدد كبير من الأهداف، من بينها رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك إيهود أولمرت ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جواكين المونيا ومنظمة أطباء بلا حدود. وتحدثت الصحيفة عن أكثر من ألف هدف تمت مراقبتها في نحو ستين بلداً في السنوات الثلاث الأخيرة من قِبل وكالة الأمن القومي الأمريكية وإدارة الاستخبارات البريطانية حسبما ورد في وثائق سربها المستشار السابق في الوكالة إدوارد سنودن. وأضافت بأن هذه اللوائح ضمت أسماء أولمرت ووزير الدفاع الإسرائيلي حينذاك إيهود باراك والمونيا الذي كان مكلفاً خصوصاً بمسائل المنافسة. وقال ناطق باسم المفوضية في بيان إنه ليس السلوك الذي كنا نتوقعه من شركائنا الاستراتيجيين ومن واحدة من دولنا الأعضاء.
وبدون أن تؤكد أو تنفي هذه المعلومات قالت وكالة الأمن القومي إنها لا تقوم بعمليات المراقبة لمساعدة الشركات الأمريكية. وصرحت الناطقة باسم الوكالة فان فاينس «لا نستخدم قدراتنا الاستخبارية لسرقة أسرار صناعية لحساب شركات أمريكية». وقالت الصحيفة إن الوكالة الأمريكية ونظيرتها البريطانية تجسستا أيضاً على بعثات عدة تابعة للأمم المتحدة، بينها صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومعهد الأبحاث لنزع الأسلحة، وحتى المنظمة غير الحكومية أطباء بلا حدود. وقالت أطباء بلا حدود في بيان: نحن قلقون ومتفاجئون بهذه المعلومات، وأطباء بلا حدود تطلب توضيحات حتى لا يتم التشكيك بالطابع المستقل لنشاطاتها. وتابعت بأن التشكيك في هذا الحياد يضر بخطورة بهذه الثقة، ويعرض حياة الفرق الميدانية للخطر.