في ظاهرة فلكية نادرة تتعامد الشمس على معبد الكرنك بالأقصر اليوم السبت وهو نفس اليوم الذي تتكرر فيه هذه الظاهرة كل عام، وويعد إيذانا ببدء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، ويعد معبد الكرنك هو المعبد الوحيد في مصر الذي يمكن رؤية قرص وضوء الشمس في ذلك اليوم بداخله.
وقال الباحث الأثري أحمد عبدالقادر إنه في الساعة السادسة و45 دقيقة ستشرق الشمس في معبد الكرنك بحيث يرى قرص وهو يتوسط البوابة الشرقية للمعبد والتي تقع على المحور الرئيسي له والذي يمثل أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه الشمس والذي يحدد فلكيا بيوم الانقلاب الشتوي.
وأضاف: عقب ذلك ستكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بالمعبد (الفناء المفتوح وصالة الأعمدة وقدس الأقداس) وتنتشر بداخلها عند منتصف النهار في حوالي الساعة 12 ظهراً. وأوضح أنه في هذا التوقيت تبدأ الشمس رحلتها من أدنى ارتفاع لها من الأرض لترتفع بالتدرج في الأفق لتصل إلى أقصى ارتفاع لها يوم 21 يونيو من كل عام «الفصل الصيفي»، مؤكداً عدم تكرار تلك الظاهرة بعد يوم 21 ديسمبر ورؤية قرص الشمس وأشعتها بنفس الطريقة لأن الشمس تكون بعيدة عن المحور الرئيس لمعبد الكرنك.
وأكد أن تلك الظاهرة التي تحدث يوم الانقلاب الشتوي تختلف في معبد الكرنك عنها في معبدي قصر قارون بالفيوم ومعبد حتشبسوت بالدير البحري في البر الغربي بالأقصر، حيث يرى الزائرون والمتابعون لتلك الظاهرة ضوء الشمس الذي ينعكس على منطقة معينة أو تماثيل محددة، إنما في معبد الكرنك يتم رؤية قرص الشمس وأشعتها التي تنتشر في جميع أرجاء المعبد. وأشار إلى أنه يرجع الفضل لإحياء العلوم الفلكية في مصر القديمة إلى عالم الفيزياء الفلكية البريطاني سير نورمان لوكير عندما نشر كتابه فجر الفلك في عام 1894 حيث أشار إلى التوجيهات الفلكية لمحاور المعابد المصرية ومن أهمها معبد الكرنك بالأقصر واستمرت العلوم الفلكية الحديثة مابين مشكك ومؤيد إلى أن قامت البعثة المصرية الإسبانية المشتركة بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار من عام 2004 - 2008 بدراسة المحاور الرئيسية للمعابد المصرية وصلتها بالفلك.
ولفت عبدالقادر إلى أن الدراسة كشفت أن المحور الرئيس لمعبد الكرنك تم توجيهه فلكياً كي يستقبل شروق الشمس في يوم الانقلاب الشتوي مما يثبت العبقرية المصرية القديمة في فن العمارة، حيث إن الضوء والماء هما عنصرا الحياة في مصر القديمة فالضوء هو «رع «والماء هو «نون الأذلي» الذي انبثقت عنه الحياة.