يشهد العالم هذه الأيام الاحتفال باليوم العالمي للإعاقة تحت شعار «حطِّموا العوائق افتحوا الأبواب من أجل مجتمع شامل للجميع»، يتســابق فيه الجميع لإقامة الفعاليات والمحاضرات والمعارض، للتأكيـد على حق الأفراد ذوي الإعاقة لتلقِّي خدمات مناسبة تلبّي احتياجاتهم الفريدة وتضمن حقهم بالاندماج المجتمعي الكامل. وبعد ذلك اليوم المليء بتلك الشعارات والاحتفالات، يعود هؤلاء الأفراد ليجدوا أنفسهم أمام العديد من العوائق والقيود المختلفة والتي تتمثل في عزلهم عن أقرانهم العاديين، صعوبة تنقُّلهم في المباني والمرافق الحكومية والخاصة دون الاعتماد على الآخرين، صعوبة استخدامهم لمواقع الويب والاستفادة من خدماتها ، تعليمهم مناهج خاصة تحمل وصمة العجز والضعف، نقلهم في وسائل مواصلات لا تراعي خصائصهم واحتياجاتهم الخاصة، وغيرها من العوائق الأخرى.
إنّ الاحتفال باليوم العالمي للإعاقة ، لا يعني إطلاق الشعارات وإقامة الفعاليات والمحاضرات، بل يعني الاحتفال بما تم تحقيقه من إنجازات وتسهيلات لهؤلاء الأفراد.
اليوم العالمي للإعاقة ببساطة يعني أن نستعرض النجاحات التي حققها المجتمع بمختلف مؤسساته في خدمة هؤلاء الأفراد وأن نعزّز فهمنا للإعاقة، ونشجع دعم المجتمع لاحترام تلك الفئة، وإعطاءها حقوقها كاملة.
إنّ ما يريده هؤلاء الأفراد من حقوق لا يمكن تحقيقها من خلال تلك الفعاليات والمحاضرات والشعارات السنوية، ولكن من خلال إدراك تلك المجتمعات حقوق هؤلاء الأفراد في المساواة مع الآخرين، والعيش بحياة كريمة يمارسون فيها حقوقهم الطبيعية، والعمل على فتح جميع الأبواب لاندماجهم مع أقرانهم العاديين في البيئات الطبيعية كالمدارس العادية ، وتقديم خدمات تربوية خاصة ومساندة وانتقالية لهم بجودة عالية ، تعديل البيئات المكانية والتقنية ووسائل المواصلات لتصبح سهلة الوصول من قِبل الجميع، إعادة صياغة الأنظمة الخاصة بذوي الإعاقة وممارستها على أرض الواقع. ضمان حق هؤلاء الأفراد في الحصول على وظائف تتوافق مع قدراتهم وإمكانياتهم وتوفر لهم دخولاً مالية تضمن لهم العيش باستقلالية وحياة كريمة.
ومختصر القول، نعم نريد تحطيم تلك العوائق وفتح الأبواب، لاندماج هؤلاء الأفراد في مجتمع شامل يستوعب الجميع، ولكن بممارسات لا بشعارات.