واشنطن - واس:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مساء أمس معرض (طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور) في محطته الثالثة في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يستضيفه متحف الفنون الجميلة بمدينة هيوستون بولاية تكساس.
ولدى وصول سموه قام بقص الشريط إيذاناً بافتتاح المعرض، ثم التقطت الصور التذكارية لسموه مع عدد من ضيوف المعرض الذي كان من بينهم وزير الخارجية الأمريكية الأسبق جيمس بيكر. إثر ذلك قدم سموه هدايا تذكارية لعدد من رؤساء المؤسسات والشخصيات التي أسهمت في رعاية المعرض، ثم تسلم سموه هدية تذكارية من مدير متحف الفنون الجميلة. عقب ذلك قام سمو الأمير سلطان بن سلمان وقنصل المملكة في هيوستون سلطان العنقري بجولة في أقسام المعرض، واستمع إلى شرح واف من نائب مدير الهيئة للآثار والمتاحف الدكتور علي بن إبراهيم الغبان عن محتويات وأقسام المتحف وأهميتها في تاريخ وحضارة شبه الجزيرة العربية. بعد ذلك حضر سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة. وألقى سموه كلمة بهذه المناسبة لفت فيها الانتباه إلى أن محتويات المعرض تلقى نظرة فاحصة على أهمية طرق التجارة القديمة في تاريخ شبه الجزيرة العربية.
وأشار سموه إلى ازدهار الواحات والمدن والمحطات التجارية آنذاك على امتداد الطرق التي سلكتها القوافل عبر الطرق القديمة وإلى التبادل الاقتصادي والثقافي والفني الذي نشأ على امتداد رحلات القوافل التجارية وما تتطلبه مثل تلك القوافل من عناصر الاستقرار والازدهار.. وقال: إن تاريخ المملكة العربية السعودية يؤكد مدى الاستقرار والازدهار الذي شهدته عبر السنين، وهو تأكيد لحاضر الاستقرار والازدهار الذي تحققه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وتوجيهاته الحكيمة لتقدم المملكة المستمر بخطى واثقة وعزم أكيد.
وأفاد سمو الأمير سلطان بن سلمان أن الاكتشافات الأثرية الحديثة تؤكد ازدهار المدن التجارية التاريخية مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة وتيماء والعلا ونجران في فترات تاريخية سابقة لانتشار الدعوة الإسلامية التي لم تنشأ من فراغ بل نشأت في مناطق كانت ذات نشاط اقتصادي من خلال رحلات القوافل التجارية وذات نشاط تجاري وثقافي في الأسواق الموسمية مثل سوق عكاظ الذي كان سوقاً للنشاط التجاري وموسماً ثقافياً للشعر العربي.
وقال سموه: إن نور الدعوة الإسلامية الذي أشرق في أرض المملكة جدد ظروف الأمن والاستقرار التي امتدت من شبه الجزيرة العربية إلى مناطق انتشار الحضارة العربية والإسلامية في عصور تطورها وازدهارها.. ودعا سموه الذين ينظرون إلى المملكة من منظار البترول وحده أن ينظروا إلى هذه الحقائق التاريخية، وقال إن عائدات البترول حققت للمملكة وشعبها إنجازات عظيمة لم تنشأ عن فراغ هي أيضاً، بل نشأت عن جذور تاريخية وحضارة عريقة وتواصل مع تطور الحضارة العالمية في الماضي والحاضر.
وأكد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المملكة دولة مستقرة ومتقدمة وواثقة تسير على نهج القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وتتمسك بالقيم والمبادئ. وأضاف سموه يقول: إن المملكة تتواصل وتتعاون مع أصدقائها، وإن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- قال عن لقائه بالرئيس روزفلت إنه اختار العلاقات مع الولايات المتحدة لأنها دولة تتمسك بالقيم والمبادئ التي لا تتغير.
وأشار سموه إلى نموذج من نماذج التعاون القائم بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وذلك من خلال اشتراك الأمريكيين في التنقيب عن البترول والعلاقات الطيبة بينهم وبين السعوديين خلال فترات عملهم في آرامكو، إلى جانب وجود آلاف المبتعثين السعوديين الذين يتلقون دراستهم في الولايات المتحدة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للأبتعاث الخارجي.
وعبّر سمو الأمير سلطان بن سلمان في ختام كلمته عن شكره لضيوف الحفل، متمنياً أن يحقق المعرض في محطته هذه مزيداً من التعريف بآثار المملكة وتاريخها وهويتها الحضارية.