لست أنا

القاص اليمني زيد الفقيه صدر له مجموعة قصصية بعنوان: «لست أنا» يقول فيها:

نمت الوردة البيضاء في أعماقه منذ نعومة أظفاره..

كبرت مع نبضات قلبه.. أثمرت..

نزع فسيلة منها.. قبض عليها بكفه..

دار بها مع سنوات عمره.. ظلت بيده..

وجد تربة خصبة.. بذرها نبتت، امتدت، أورقت، تفرعت، تطاول ظلها..

آوى إليها الناس.. مات الناس..

وظلت وارقة الظلال.

***

ويقول في قصة أخرى:

حين استوقف صاحبيه وقادهما إلى محل الورد لشراء وردة يفوح شذاها بالعطر، كانت ملامح الناس والأشجار والمباني غير واضحة..

دار في خلدهما أنه سيهديها إلى فتاة جميلة!

عبروا الأزقة إلى مكتب البريد.. الوردة ما زالت بيده.. توقعاتها.. تعدد الفتيات اللاتي يعرفهن، نبأ إلى ذهنهما أن جميلة هي الأكثر حظوة بالوردة.

بدأت الملامح بالوضوح، وعلى ركن صغير من ناحية الزقاق المؤدي إلى البريد قابل مجنوناً بشعره المجعد وثيابه الممزقة المتسخة.. أعطاه الوردة وانصرف مع رفيقيه منشرح السريرة وسط ذهول صديقيه.