الطبعة الثالثة من كتاب «مذكرات رئيس تحرير سابق» تأليف الأستاذ عبدالله عمر خياط تشتمل على العديد من المواقف التي مر بها في مشواره الصحفي الطويل..
يقول الأستاذ عبدالله: إن عمل رئيس التحرير البراق اللماع هذا له مواجعه وله منغصاته، فنحن عندما نبدو في صورنا ضاحكين أحياناً فذلك لا يعني أننا نضحك بالفعل، فقد نكون مكشرين فقط، وقد نكون على طريق التهيؤ للبكاء، أي نجهش به كما يقول أجدادنا العرب القدماء.
ومن المواقف التي تعرض لها الأستاذ الخياط أنه عاد فرحاً من بيروت بعقد وقعه مع رسام الكاريكاتير بيار صادق وعقد المراسلة الصحفية مع الأستاذ كمال سنو.
ويقول: عند عودتي فوجئت بعدم توفر الورق المطلوب لطباعة الجريدة بسبب امتناع المتعهد عن توريده للمطابع فظللت أبحث عن الشيخ فهد شبكشي الذي هو المتعهد فلم أعثر له على أثر فكان أن ذهبت مع عمال المطبعة للمستودع الخاص بالمتعهد والذي يحتفظ بكميات الورق.. ونقلت بالونش ثلاث بكرات تكفي لأسبوع حيث كانت الجريدة محدودة الصفحات.
ولكن لم نكد نصل بالورق إلى المطبعة حتى فوجئنا بالأصفهاني هو الآخر يوقف طباعة الجريدة، وأيضاً لعدم استيفائه أجور طباعة الشهر الماضي.. وكل ذلك بسبب تعثر التحصيل.
وعدت أبحث عن الأصفهاني فلم أعثر له على أثر.. فلجأت لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل مستجيراً به لعلاقة سموه بالأصفهاني، فكان أن وجدت الأصفهاني وفهد شبكشي جميعهم عند سمو الأمير الذي تفضل وأقنع الأصفهاني بمعاودة طبع الجريدة مع اإزامنا بالتسديد فور تحصيل المبالغ المتخلفة لدى موزعي الصحيفة والمعلنين، في حين انسحب الشبكشي قبل أن نصل بالحديث معه.
وقبل الأصفهاني أمام سمو الأمير عبدالله الفيصل.. ولكنه عندما عاد معنا إلى المطبعة أصر على تعهد مكتوب تم فيه تحديد موعد التسديد.. أما الأستاذ فهد الشبكشي فقد ذهب لصاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبدالعزيز شاكياً اقتحامنا مستودعاته وحصولنا على الورق عنوة..
فتفضل سمو الأمير وطيب خاطره وتعهد له شخصياً بأن حقوقه سيحصل عليها.. وكان من نتاج تلك الزوبعة أن صدرت «عكاظ» في اليوم التالي عند الظهر الأمر الذي جعل الناس حيارى في الأمر.. ويتكهنون بما لم يكن له أصل.