حقيقة لا أبالغ إذا قلت بأن لا أحد في المشهد التشكيلي والساحة الثقافية -على وجه الخصوص- لا يعرف الفنان/ سعد العبيد، والسبب يكمن في الشخصية الكارزمية لهذا الرجل الرائد, وما تتسم به من تواضع وكرم ودعم ومؤازرة لكل فنان أو هاو في ساحة التشكيل، وعلى مدى مراحل حياته العملية والفنية سواء عندما كان معلماً لمادة التربية الفنية في بداية الثمانينيات الهجرية, أو رئيساً لقسم الرسم والخط في التلفزيون, أو رئيساً للجنة الفنون التشكيلية في المركز الرئيس للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض -آنذاك-, أو مشرفاً على الجناح التشكيلي بمعارض الرياض والمملكة بين الأمس واليوم في الخارج، إلى جانب كل ذلك لم يحل دون تدفق معين عطائه تجاه العديد من الفنانين وطلاب أقسام التربية الفنية في الجامعات, فضلاً عن مساهماته التطوعية من خلال الجمعيات الخيرية وما تقيمه تلك الجمعيات من برامج وأنشطة ومعارض يعود ريعها لصالح الجمعية أو الجزء الأكبر منه للجمعية والنسبة الأقل لقاء مشاركة الفنان.
- سعد لم يكتف بذلك حتى بعد تقاعده مبكراً إذ فتح بيته المضياف لكل طالب استشارة أو بحث يتعلق بالتشكيل وحب الجمال دونما تفرقة بين مبتدئ أو متمكن أو طالب وطالبة، إلى جانب ذلك فعندما وجد نفسه أمام كم هائل من أعماله وإبداعاته الفنية وما حققه من جوائز وشهادات تقدير وميداليات ودروع عكست ما حظي به من مراكز متقدمة، وكذا ما كتب عنه من أرشيف زاخر بمنجزه التشكيلي الريادي كان لابد من إيجاد مكان مناسب لها فسعى إلى تصميم أقسام لهذا الغرض ضمن مسكنه الخاص، ولم ينس أن يقتطع جزءاً كبيراً من صالته الخاصة خدمة لزملائه ممن هم داخل مدينة الرياض أو خارجها، وتعمل الصالة حالياً وفق برنامج زمني للعديد من الفعاليات الفنية والتحليلية والنقدية، وقد حظيت بإشادة عدد من المسؤولين الذين رعوا جوانب من فعالياتها الفردية والجماعية.
- لذا فلا شك أن مساهمة الأستاذ «سعد» ومبادرته في إيجاد هذه الصالة تذكر فتشكر، سيما -وكما هو معلوم- وأن صالات العرض في مدينة كبيرة كمدينة الرياض لا زالت محدودة جداً, ومن الصعوبة بمكان استيعاب المعارض -الفردية والجماعية أو الدائمة-.
- وحقيقة أتمنى أن تجد مساهمة الأستاذ سعد -إلى جانب الدعم المعنوي الذي تحظى به- الدعم والتشجيع المادي المناسب من قبل الجهات المختصة وفق الأنظمة والتعليمات, سيما وأن برنامج صالة الأستاذ سعد يساهم بفعالية في المشاركة باستضافة وزيارة العديد من ضيوف المملكة, وطلاب الجامعات والباحثين.
- ختاماً تعرفت على الأستاذ «سعد» في منتصف عام 1395م تقريباً, ثم عملت معه إبان رئاسته للجنة الفنون التشكيلية في المركز الرئيسي بالرياض خلفاً للأستاذ والفنان التشكيلي الكبير محمد السليم عام 1399م تقريباً والذي تفرغ لعمله الخاص -يرحمه الله- وما زال الأستاذ «سعد» كما هو في مستوى عطائه وتفانيه مع الجميع.