عندما تقوم وزارة التربية والتعليم وهي الجهة المسؤولة عن تربية وتعليم شباب وبنات الوطن بالتقصير في مستوى الخدمات التربوية والتعليمية نحاول أن نلتمس لهم العذر ويشفع لهم أنهم يسعون إلى التحسين المستمر للخدمات من خلال تفعيل برامج وتطبيقات الجودة ونحن على ثقة بأن استمرار الوزارة بتبني برامج الجودة سيؤتي ثماره في المستقبل القريب بإذن الله.
ولكن ما لا يمكن قبوله أو إيجاد عذر له هو أن تقوم الوزارة الموقرة باستبعاد فئة من شباب وبنات الوطن الذين التحقوا ببرنامج بكالوريوس التربية بنظام الانتساب من وظائفها، بعد تحقق فرحتهم بالتخرّج تفاجئهم الوزارة بهذا القرار التعسفي الذي يحرمهم من وظائف التربية والتعليم، ما يعني أن الوزارة لا تثق بالمخرجات التعليمية (الحكومية) ولا تبالي في هدر الموارد البشرية والمالية، حيث إنها تسببت وبشكل مباشر في ضياع مستقبل مجموعة من شباب وبنات الوطن والذين كانوا يطمحون بأن يكونوا أحد عناصر البناء بالمجتمع وهنا نتساءل: من المسؤول عن سنوات ضاعت لتعليم بدون قيمة ومن المسؤول عن تكاليف قدمتها الدولة لتعليم بلا مردود؟ (الإجابة لدى وزير التربية والتعليم).
نحن في هذا الوطن مؤمنون بأن حقوق المواطن لا تضيع؛ ما دعا اثنان من خريجي بكالوريوس التربية (انتساب) من الذين تم استبعادهم من المفاضلة على وظائف التربية والتعليم بالتوجه للجهات القضائية للمطالبة بحق المنافسة والتعيين أسوة بطلاب الانتظام وبناءً على ذلك أصدرت المحكمة الإدارية بمنطقة الرياض حكماً يقضي بإلزام وزارة التربية والتعليم بقبول طلبات توظيف كافة خريجي الانتساب من جامعات المملكة ودخولهم في المفاضلة التعليمية وتعيين من يجتاز المفاضلة منهم، ولا تزال وزارة التربية والتعليم متمسكة بقرارها التعسفي بدون مبالاة رغم صدور حكم من المحكمة الإدارية لإنصاف خريجي بكالوريوس التربية بنظام الانتساب في حقهم بالمفاضلة والتعيين.
همسة لوزير التربية والتعليم: تحملون رسالة وأمانة ومسؤولية ومن مسؤولياتكم حماية مستقبل شباب وبنات الوطن، وستسألون عنهم.