يدشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في الأول من يناير المقبل ميناء الملك عبد الله في رابغ، ويشهد سموه خلال التدشين أولى عمليات الاستيراد والتصدير في الميناء. وقال الأمير خالد الفيصل: «يعتبر مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية استثنائياً، لأنه من رجل استثنائي وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله -، لافتاً إلى ضرورة تضافر الجهود بين جميع الجهات لإنجاح المشروع وإنجازه في الوقت المحدد. وأكد الأمير خالد الفيصل أن المشروع يعتبر من المشروعات الهامة التي لا تخدم منطقة مكة المكرمة فحسب بل جميع مناطق المملكة، كون هذا المشروع يأتي في قلب مدينة الملك عبد الله الاقتصادية التي انطلقت فوائدها الاقتصادية من داخل أسوار المدينة وتجاوزتها إلى الوطن بأكمله.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة إن المشروع سيري النور بعد أن واجه العديد من الصعوبات التي تم تجاوزها بفضل الله ثم بالعزيمة الصادقة لأبناء هذا الوطن، الذين عملوا على تذليل كافة المعوقات في سبيل إنجاح هذا المشروع الكبير». بدوره أوضح أمين عام هيئة المدن الاقتصادية مهند هلال أن ميناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية يتم تطويره من قِبل شركة تطوير الموانئ وهي شركة سعودية تأسست بتحالف بين كل من مجموعة بن لادن السعودية، وشركة إعمار المدينة الاقتصادية، وتتولى الشركة مسؤولية تمويل وتطوير وتشغيل ميناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وتقديم جميع الخدمات اللازمة لإدارته وتشغيله بمرافقه الأساسية. ولفت هلال إلى أنه تم توقيع عدة اتفاقيات لصالح المشروع من أهمها اتفاقية لضمان بدء عمل الحاويات، كذلك تم وضع آليات محددة لتسريع إجراءات الاستيراد والتصدير في الميناء. وقدم صالح بن لادن عرضاً عن المشروع أوضح عبره أن الميناء سيكون رافدًا للاقتصادي الوطني، وسيخدم الشركات الصناعية والتجارية في المدينة التي ستقوم باستيراد بضائعها ومستلزمات الصناعات التي أقيمت في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وكذلك تقوم بتصدير منتجاتها عبر هذا الميناء إلى دول العالم. وأضاف: سيكون أحدث وأول ميناء بالمملكة يتم تطويره وتمويله وتشغيله من القطاع الخاص، ويتميز هذا الميناء بموقعه الاستراتيجي لخدمة شحن ونقل البضائع بين السفن (شحنات المسافنة)، بالإضافة إلى الشحنات والبضائع المحلية. وبيّن أن المساحة الإجمالية للميناء تقدر بنحو5 مليون متر2 فيما ستصل الطاقة الاستيعابية عند اكتمال جميع مرافق الميناء إلى نحو20 مليون حاوية TEU تقريباً، ويتكون هذا الميناء من 30 رصيفًا عميقًا للسفن يصل عمق الأرصفة لنحو 18 مترًا وبذلك يستوعب أكبر سفن الحاويات في العالم. ويحتوي الميناء أيضا على أكبر الرافعات العالمية المتطورة وأنظمة مناولة الحاوية المتقدمة تقنيًا. وبيّن بن لادن أنه سيتم تجهيز الميناء بنظام لدعم حركة تنقل البضائع المختلفة مثل الحاويات بجميع أنواعها وبضائع الدَّحرجة (RO/RO) والسيارات والمعدات وبضائع الصب (صلبة وسوائل) والبضائع العامّة. وتحدث بن لادن عن الرؤية المستقبلة للمشروع قائلاً: يهدف الميناء إلى أن يصبح الميناء الرئيس بالبحر الأحمر من ضمن أفضل 10 موانئ عالميّة عند اكتمال بنائه، وأن يعمل كبوابة عالية الكفاءة لخدمة البضائع والشحنات، وكذلك خلق محور رئيس للشحن بين السفن في مركز واحدٍ من أكثر المسارات العالمية لشحنات الحاويات ازدحامًا ، وتوفير فرص غير محدودة للاتصال بين آسيا وأوروبا والعكس. وعن أبرز المميزات التي يتصف بها المشروع قال بن لادن « سيكون تسليم البضائع بشكل سريع إضافة لتقليل تكلفة عمليات الميناء بسبب انسيابية العمليات وفعاليتها، وسهولة الوصول إلى خطوط السفن الرئيسة وشبكة الموانئ العالمية إضافة للربط السلس بطرق المملكة السريعة لنقل سهل لجميع المناطق و اتصال مخطط له للربط بخطوط السكة الحديد (قطار الحرمين).