الجزيرة - عبدالله العثمان / تصوير - سعيد الغامدي:
أكد رئيس مدينةِ الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة أن قياسَ مصادرِ الطاقةِ المتجددة هو موضوعٌ مهمٌ وضروريٌ عندما تستهدف المملكة برنامجاً طويلَ الأمد، وقال الدكتور هاشم يماني: يترتب على ذلك ضرورةُ تحديدِ الاحتياجاتِ الأولية ومن أهمِها استيعابُ وفهمُ طبيعةِ المواردِ المتجددةِ التي نملكها، ومعرفةُ مستوى جودةِ الإشعاع الشمسي في المملكة لنتمكن من تطويعها كمُدخلٍ لمشروعاتِ محطاتٍ شمسيةٍ كبيرة لإنتاجِ الكهرباء والأطلس وما يحويه من معلومات تفصيلية يلعبُ دوراً مفصلياً في تحديدِ جدوائيةِ وربحيةِ هذه المشروعات، وأشار يماني إلى أن تغيرَ مستوى الإسقاط الشمسي بمقدار10% فقط يؤثرُ على كميةِ الطاقةِ المنتجة من محطاتِ الطاقةِ الشمسية، وأضاف: إذا كانت السعةُ المركبة لهذه المحطة هي ألف ميغاوات فإن ذلك سيؤدي إلى تغيرٍ في إنتاجِ الطاقة بكميةٍ تصل إلى 174 ألف ميغاوات ساعة بما قيمته 20 مليون ريال (إذا احتسب سعرُ بيعِ الطاقةِ المنتجة 12 هللة للكيلو وات ساعة مثلاً) والحالُ نفسُه ينطبق على طاقةِ الرياح والطاقةِ الجيوحرارية والطاقةِ الممكن إنتاجُها من النفايات.
جاء ذلك خلال حفل إطلاقِ مشروع الأطلس المتكامل لمصادرِ الطاقة المتجددة للمملكة أمس بالرياض بحضور وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ووزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين ورئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل.
وشدد يماني على أن بناءَ قطاعٍ اقتصاديٍ متكاملٍ للطاقةِ المتجددة يتطلب إجراءَ دراساتٍ متعمقة وامتلاكَ مستوى عالٍ من المعرفة التقنية وضخَ استثماراتٍ ضخمة، ولِهذا فإن وجودَ مصدرٍ متاح يقوم بتزويدِ المهتمين بالمعلوماتِ الكافية كفيلٌ بأن يمكّنَ من تجاوزِ المرحلةِ الأولى للاستثمار بيسرٍ وسهولة.
مبيناً بأن مشروع َالأطلس هو ثمرةُ تعاونِ مدينةِ الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة مع العديدِ من الجهاتِ المحلية والخبراتِ الدولية المهتمة والمعنية باستخداماتِ الطاقة المتجددة بالمملكة.. مشيداً في الوقت نفسه بمساهماتِ بعض الجهاتِ كوزارةَ المياه والكهرباء ومدينةَ الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعاتِ والكليات ومؤسسة التدريب التقني والمهني وشركة الكهرباء وشركة نقل الكهرباء ومؤسسة تحلية المياه المالحة والهيئة الملكية للجبيل وينبع بالإضافة إلى هيئة المساحة ومصلحةِ الإحصاءات العامة والمعلومات والعديدِ من الخبراتِ الدولية التي ساهمت في تنفيذ المشروع.
وأوضح يماني بأن مشروعُ الأطلس يتكون من أربعة عناصر رئيسية تترابط مع بعضِها البعض لتوفيرِ الإطارِ التقني والمعلوماتِ الدقيقة المساندة لتطوير شبكةٍ موثوقةٍ مستدامة لإنتاج الطاقةِ المتجددة.. العنصرُ الأول منها هو:
إنشاءُ وتركيبُ أربعٍ وسبعين محطة قياس لقياسِ جميعِ تفاصيلِ الاسقاطِ الشمسي بما في ذلك الاسقاطِ الشمسي المباشر والمنتشر والكلي ومعلوماتٍ مهمة عن الطقس مثل الحرارة والرطوبة، كما يتكونُ هذا العنصر من تركيبِ أربعين محطةٍ أخرى للقياسِ الدقيق لسرعةِ واتجاهِ الرياح على ارتفاعاتٍ عدة تصل إلى 10 0 متر. ولقد تم إنشاءُ هذه المحطات في مواقعَ درست دراسةً دقيقة لتكون الأمثل و الأدق في توفيرِ معلوماتِ مصادرِ الطاقةِ المتجددة.
وتقوم هذه المحطات بقياسِ جميعِ المعلومات وإرسالها عن طريقِ شبكاتِ الاتصالِ اللاسلكي والأقمارِ الصناعية إلى مركزِ المعلومات بمدينةِ الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة.. اما العنصرِ الثاني هو تدقيقُ البيانات والتحققُ من جودتِها وتتابعِها حسبَ أفضلِ الممارساتِ العالمية لمعالجةِ البيانات، ويتم ذلك في مدينةِ الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة من خلالِ كوادر سعودية تم بناءُ خبراتِها مع شركائنا الدوليين.. والعنصرُ الثالث هوَ بناءُ وتطويرُ بوابةٍ إلكترونية تحتوي على معلوماتِ مصادرِ الطاقةِ المتجددة المدققة والموثقة يتم من خلالِها تقديمُ المعلومات لجميعِ الفئات المستفيدة بشكل عمليٍ وسهل، وتحتوي هذه البوابةِ أيضاً على جميعِ المعلوماتِ الأخرى المساندة مثل توزيعِ خطوطِ الشبكة الكهربائية وشبكةِ الطرق و توزيعِ السكان وغيرها.. أما بالنسبة للعنصرُ الرابع والأخير فهوَ تأسيسُ برنامجٍ بحثي لتكاملِ القياساتِ الأرضية مع بياناتِ ومعلوماتِ الأقمارِ الصناعية التي تغطي جميعَ مناطقِ المملكة (بغطاء أرضي يصل إلى دقة مساحية بحدود نصف كم 2 وتتابع زمني يصل الى ربعِ الساعة من خلال نمذجةٍ علميةٍ دقيقة تأخذ بالاعتبار جميعَ المتغيراتِ الجوية من غيوم وعوالق وأتربة ورطوبة لتوفيرِ خرائطَ دقيقة للإسقاطِ الشمسي وسرعةِ الرياح تصل دقتُها إلى خمسةِ ملايين نقطة موزعة بالتساوي على خريطةِ المملكة.
وأضاف يماني: جميعَ هذه العناصرِ الأربعة تعملُ في تناغم في إطارٍ موحد لتمكن الفريقَ المتخصص في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة من تقديمِ وتوفيرِ التقارير والدعمِ الفنيِ المناسب لجميعِ فئاتِ المستفيدين وذلك من خلالِ برنامجٍ مستدام لقياسِ ومراقبةِ مصادرِ الطاقةِ المتجددة.. وأوضح أن المستفيدينَ من الأطلس متعددون منهم المستثمرون، ومطورو المشروعات، والبنوك، والمصنعون، ومطورو التقنية، وكذلك الباحثون.