أكد مصدر مسؤول في الحكومة السورية المؤقتة في المنفى التي يرأسها أحمد طعمة أن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا منح أمس الأحد مليوني دولار لوزارة دفاع حكومة المنفى، التي يرأسها أسعد مصطفى . وقال المصدر المسؤول في حكومة طعمة لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الاثنين إن « المبلغ سيستخدم لترتيب البيت الداخلي ودعم مشروع وزارة الدفاع الذي يهدف إلى توحيد الكتائب المقاتلة على كل الجبهات الداخلية كافة».
وأضاف المصدر أن «الجربا في آخر اجتماع له مع قيادات سياسية وزارية وعسكرية حي الجميع على تماسك الجسم العسكري وتوحيد البندقية في هدف مشترك لمحاربة النظام الأسدي و عدم الانجراف خلف الخلافات أو السماح بأي مساومات أو فساد والانتباه دوما أن الهدف هو إسقاط نظام بشار الأسد» .
وقال المصدر إن الجربا « طالب العسكريين بأن يبقى الجيش السوري الحر مستمرا في دوره بحماية المدنيين والحفاظ على القيم الأخلاقية في دفاعه عن أبناء الشعب السوري من كل الأطياف لأن الهدف هو النظام و المليشيات التابعة له و عناصر حزب الله و إيران و العناصر العراقية.. هؤلاء جميعا الذين يدمرون سورية و يقتلون السوريين من مختلف الأطياف و الأديان والمذاهب « .
وعلى الصعيد الميداني أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاثنين أن حصيلة القصف الجوي الذي استهدف الأحد أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب (شمال)، ارتفع إلى 76 شخصا بينهم 28 طفلا.
وقال المرصد «ارتفع عدد الشهداء الذين قضوا إثر القصف بالبراميل المتفجرة على أحياء في مدينة حلب يوم أمس، إلى 76 هم 28 طفلا دون سن الـ18 وأربع سيدات وشاب و43 رجلا».
ولم يحدد المرصد ما إذا كان من بين القتلى الرجال مقاتلون معارضون لنظام بشار الأسد. وكان المرصد أفاد في حصيلة غير نهائية أول أمس الأحد عن مقتل 36 شخصا بينهم 15 طفلا في القصف الذي طاول ستة أحياء على الأقل، أبرزها الحيدرية والصاخور وأرض الحمرا في شمال شرق حلب. وقالت لجان التنسيق المحلية في بريد إلكتروني فجر أمس الاثنين أن قوات النظام شنت الأحد «حملة شرسة على حلب المحررة (في إشارة إلى الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون)، حيث قصف الطيران الحربي معظم أحيائها بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية».
من جهته، أفاد مركز حلب الإعلامي الذي يضم مجموعة من الناشطين الإعلاميين، أن القصف كان «غير مسبوق». وبث ناشطون على شبكة الإنترنت أشرطة مصورة من المناطق التي استهدفها القصف، تظهر دمارا كبيرا في أحياء صغيرة، في حين تعمل آليات ثقيلة وأفراد على رفع الأنقاض بحثا عن ناجين أو قتلى. كما أظهرت الأشرطة سيارات تحترق وسط جمع من الناس الذين عمل بعضهم على إخماد النيران.
وبقيت حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، مدة طويلة في منأى عن النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ 33 شهرا. إلا أنها تشهد منذ الصيف الماضي معارك وأعمال عنف يومية، ويتقاسم نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها.